تساؤلات كتابية حول سفر راعوث

 

 

س: ما هو الموضوع الرئيسي في سفر راعوث؟

ج: هناك عدد من "المواضيع الرئيسية" في هذه الرواية الواقعية.

تاريخياً: إنها تُظهر لنا سلسلة نسب داود. ومن الواضح أن هذا أحد أهداف الكتابة بحسب راعوث 4: 18- 22.

من ناحية المفاهيم: إن كلمة "فداء" توجد 23 مرة في السفر، وهذا المفهوم سيكون مفيداً فيما بعد عندما يأتي المسيح.

يوضح كتاب "أجوبة على 735 سؤالاً كتابياً محيراً" (735 Baffling Bible Questions Answered)، ص 98 أن وجهة نظر راعوث تستحق أيضاً الوجه المقابل للصور السوداوية المأساوية في القضاة (سفر القضاة).

ويقدم كتاب "تفسير الشارح للكتاب المقدس"، المجلد 3، ص 511- 513، أسباباً كثيرة أخرى ممكنة.

 

س: في سفر راعوث أوضح بعض القيمة الأدبية لهذا السفر؟

ج: بمعزل عن القيمة الروحية، راعوث أيضاً مثال رائع عن الأدب. يروي كتاب "تفسير الكتاب المقدس للمؤمن"، ص 287- 288 ما يلي:

"عندما كان بنيامين فرانكلين في البلاط الفرنسي ذات مرة، سمع بعض الأرستقراطيين الفرنسيين يقللون من شأن الكتاب المقدس. لم يكن بنيامين فرانكلين مسيحياً في ذلك الوقت، إلا أنه كان يقدّر الكتاب المقدس كأدب، ففعل ما يلي. كتب فرانكلين قصة راعوث بخط يده، مبدلاً الأسماء فيها إلى أسماء فرنسية. ثم قرأ القصة على الأرستقراطيين. فسألوه: "من أين أتيت بهذه الجوهرة من الأدب، يا سيد فرانكلين؟" فأجاب فرانكلين: "إنها من ذلك الكتاب الذي تزدرون به، الكتاب المقدس".

 

س: في راعوث و تثنية 2: 3، أما كان يجب أن تُقصى راعوث من جماعة الرب؟

ج: سأورد بعضاً من المعلومات عن الخلفية ثم إجابتين محتملتين.

الخلفية: إن أحد أسباب هذا التقليد هو لئلا يترعرع نصف أولاد الإسرائيليين وهم يعبدون آلهة أخرى. لقد عصى زوج راعوث الإسرائيلي الناموس عندما تزوج من راعوث الموآبية. ولكن الله يستطيع أن يستخدم حتى العصيان في مخططه. أبعد من ذلك يقدّم المسيحيون إجابتين مختلفتين متباينتين.

نعم: كان يجب إقصاء راعوث، ولكن حتى لو كان شخص مثلها لديه هذه المكانة المتدنية، ونُفيت من الجماعة، فإنه كان في مقدورها أن تبقى محافظة على عبادة الله وإتباعه. يُقصى المسيحيون أحياناً عن بعض فرص الخدمة بسبب الخطيئة (طلاق شريك حياتهم، الخ.)، أو ببساطة لأن الناس الذين يُفترض أن يهتموا بهم يكونون متحاملين على جنسيتهم. ولكنهم يبقون قادرين على خدمة الله في الدور الذي حدده الله لهم.

لا: "شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلَهِي" (راعوث 1: 16). إن صُنِّف أحدٌ على أنه "أَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ" (أشعياء 56: 6)، مثل راعوث، فعندها ستكون إسرائيلية بالتبني. في الواقع، إن الملك داود كان حفيد ابن راعوث (3 أجيال)، حسب راعوث 4: 21- 22، ومتى 1: 5- 6 و لوقا 3: 31- 32. على نفس المنوال فإن أشعياء 56: 3 أيضاً تقول أن الغرباء الذين اقترنوا بالرب سوف يفرزون من شعب الله.

نقطة أخيرة: هي أنه في تلك الأوقات الحالكة في إسرائيل، ما كانت راعوث أو القرويون مدركين لهذا التقييد. إن الله يستخدم أحياناً جهلنا حتى. فعلى سبيل المثال عقد الإسرائيليون معاهدة مع الجبعونيين في يشوع 9.  

 

س: في را 1، هل كُتب هذا السفر في القرن الخامس لمحاولة إبطال الحظر الذي أصدره نحميا على الزواج من غير اليهود كما يقول كتاب "دليل أسيموف إلى الكتاب المقدس"، ص 265؟

ج: لا. إن أسيموف يزعم ذلك بدون دليل. هناك أربع نقاط لنفكر بهذا الجواب.

1- إن حقيقة كون بُوعَزْ هو السلف (الجد الأعلى) لداود قبل فترة حكم داود أي حوالي 1010 ق.م، كانت أيضاً قد سُجلت في رواية تاريخية في ذلك الزمان نجدها في: أخبار الأيام الأول 2: 11- 12.

2- بينما لا نعرف بالضبط متى كُتب سفر راعوث، فإن من الغريب جداً أن يكون قد كُتب بعد عهد سليمان، لأنه لا يأتي على ذكر ابن داود الشهير سليمان.

3- وأيضاً، أن تكون راعوث موآبية يوضح ما كان ليمكن أن يكون سراً غامضاً: عندما صار ضيق في الأرض، أحضر داود والديه ليلجئوا في موآب في 1 صموئيل 22: 3- 4.

4- أخيراً، لا يبدو الكاتب ميالاً إلى إقحام حقائقه الخاصة، لأن 1: 7 كانت ستذكر اسم بلدة موآب بسهولة. على كل حال، قال الكاتب أنها "خرجت من المكان الذي كانت فيه". لم يكن الكاتب ليحاول أن يخبرنا أين عاشت نعمي في موآب، لأنه من الواضح أن الكاتب نفسه لم يكن يعرف.

قد يقول أحدهم أنه ليس لدينا دليل آخر سوى ما كتبه الناس في راعوث وأخبار الأيام الأول. بينما هذا الأمر حقيقة، ليس لدينا دليل على أي شيء في التاريخ بمعزل عن نتاج صنع البشر وما كتبه الناس. فعلى سيبل المثال، بمعزل عن كتابات الناس، ليس لدينا دليل على أن يوليوس قيصر كانت له أمّ (فهل فقس من بيضة؟) على نفس النحو ليس لدينا دليل على أن داود كانت له جدة عظيمة بمعزل عما كتبه الناس.

 

س: في را 1: 1، هل كان أليمالك فقيراً بسبب المجاعة، أم كانت نعمي "ممتلئة" كما تقول الآية في را 1: 21؟

ج: لستَ في حاجة إلى الكثير من المال لتحيا حياة عائلة مترفة. لقد تركوا يهوذا بسبب المجاعة. وذهبت نعمي "ممتلئة" في را 1: 21 وهذا إشارة إلى أنه كان لديها زوج وابنان قبل أن يتوفوا فيما بعد. انظر "صعوبات في الكتاب المقدس"، ص335- 336 لترى جواباً مماثلاً على هذا السؤال.

 

س: في را 1: 2، هل الأسماء (محلون التي تعني "مرض"، وكليون التي تعني "هزال") ملائمة أكثر للأدب القصصي كما يزعم كتاب "دليل أسيموف إلى الكتاب"، ص 263- 264؟

ج: يمكن للمرء أن يخمّن أن هذه ليست بالضرورة أن تكون أسماءهم الأصلية بل هي الأسماء التي دُعيوا بها لاحقاً بعد موتهم.

على كل حال، الإجابة المحتملة أكثر نجدها من خلال دراسة الثقافات غير الغربية. فالإسرائيليون، مثل الكثير من الإفريقيين حتى في القرن العشرين كانوا يعطون أسماء تستند معانيها إلى أحداث راهنة سواء كانت سعيدة أو محزنة. ولذلك، فإن كان الأولاد قد وُلدوا في أزمنة عصيبة، فكان من الطبيعي لبني إسرائيل أن يسمونهم بشكل ملائم للحدث.

كدليل على ذلك، نجد راحيل قد دعت ابنها "بن عمي" (ابن حزني) إذ كانت تحتضر، وزوجة فينحاس دعت ابنها "إيخابود" (العادم المجد، أو المجد الذي ولّى) إذ كانت تحتضر في 1 صموئيل 4: 19- 20. وطلبَ الله  إلى هوشع أن يسمي ابنه البكر "يزرعيل" نسبة إلى المجزرة في يزرعيل، وابنته "لورحامة" (غير محبوبة)، وابنه الثاني "لوعمي" (ليس شعبي). وقال الله لأشعياء أن يسمي ابنه "مهير شلال حاش بز" (رشيق إلى السلب، سريع إلى النهب) في أشعياء 8: 1- 4.

بالنسبة إلى أولادي، أعتقد أني سألجأ إلى أسماء أبسط.

 

س: في را 1: 2، لماذا كان شعب بيت لحم يُدعون أفراتيين؟

ج: هذا لأنه كانت هناك بلدتان تدعيان بيت لحم، وقد ولدوا في البلدة الجنوبية. البلدة الجنوبية كانت تدعى بيت لحم أفراتا، كما يبين لنا 1 صموئيل 17: 12 ميخا 5: 2.

 

س: في را 1: 4، هل كان لهما الحق بأن يأخذا لهما امرأتين موآبيتين؟

ج: بغض النظر عما إذا كان لهما حق في ذلك، فإن الكتاب المقدس يدوّن ببساطة ما فعل هؤلاء الناس العاميون. بينما كان  تحريم الزواج من نساء غير إسرائيليات لم يكن قد ظهر حتى وقت متأخر لاحق، فهذا لن يكون من الحكمة، أن يفرز أولاد الموآبيين من الجماعة الدينية.

 

س: في را 1: 6، ما معنى أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزاً؟

ج: من الناحية الظاهرية الجواب بسيط: أن المجاعة انتهت. ولكن ليس واضحاً إذا ما كانت المجاعة قد سبّبها نقص المطر، أو سبّبتها الغارات والحروب، فخلصهم الله من الذين يحزنونهم.

في كلتا الحالتين، النقطة التي لها صلة بالموضوع هي أن المجاعة قد انقضت.

 

س: في را 1: 8، لماذا حاولت نعمي أن تقنع كنّتيها أن لا ترجعا معها؟

ج: في را 1: 6، كلتا الابنتين كانتا أولاً ستلحقان بنعمي. يمكننا أن نحزر أنها على الأرجح كانت تفكر بأن الأفضل ألا يفعلا ذلك، لسببين:

مادياً: لم تكن قادرة على إعانة كنتيها. يبدو أنه كان أمامهما فرصة أفضل بالزواج، أو على الأقل لإيجاد إعانة لهما بين أنسبائهم في الدم في موآب. إن المجاعة والجوع كانتا حقيقتين واقعيتين خطيرتين للغاية.

روحياً: لم تكن هناك فائدة في مجيئهما إلى إسرائيل، إن كانتا لن تعبدا الله الحقيقي.

هذا هو على الأقل المثال الرابع في الكتاب المقدس عن شخص بعيد عن شعب الله باختياره أكثر من الولادة ببساطة. انظر أيضاً النقاش حول راعوث 1: 15 لمزيد من المعلومات.

 

س: في را 1: 13، لماذا قالت نعمي أن يد الرب كانت ضدها؟

ج: كانت نعمي لا تزال تتبع الله، ولكن مع المجاعة والموت الذي أصاب زوجها وابنيها، وبدون أمل في ذرية، رأت بشكل قاطع ظروفاً أفضل. انظر أيضاً النقاش على راعوث 1: 20 للمزيد من المعلومات عن رد فعلها.

 

س: في را 1: 13 و را 1: 20 هل الكلمات في الآرامية تدل على أن سفر راعوث قد كُتب في القرن السابع؟

ج: لا. إن كتاب "دليل أسيموف إلى الكتاب المقدس" الشكوكي، ص 262 يزعم حتى أنه قد كتب في القرن الخامس قبل الميلاد. فيما يلي سنناقش السبب في أن الكلمات الآرامية المزعومة ليس لها صلة بالموضوع. ثم السبب في ترجيحنا لأن يكون قد كتب قبل ذلك.

1- إن الكلمة "lahen" في راعوث 1: 13 لا تعني "من أجلهما" في الآرامية، بل إنها تعني "لهما" في العبرية. وكلمة "Mara" في راعوث 1: 20 تُهجّأ بالطريقة الآرامية، ولكن العبرية فيها صوت متطابق ولكنه مختلف قليلاً في التهجئة فقط. بالطبع، مع نسخ الكتاب عبر السنوات، فإن الكتبة الذين كانوا يعرفون الآرامية أمكنهم بسهولة أن يقحموا التبديل الثاني.

2- إن الكاتب غليسون آركر أيضاً يوضح أن السفر قد كُتب على الأرجح في الفترة بين عصر داود وسليمان. رغم أن داود ليس جزءاً من القصة، لكنه يذكر بشكل محدد. على الأرجح أن سليمان كان ليذكر أيضاً لو أنه كان متسلماً زمام المُلك عند كتابة هذا السفر، إضافة إلى ذلك فإن سفر راعوث يظهر زمناً كان الموآبيون يكرهون الإسرائيليين فيه بسبب استعبادهم المطّرد.

 

س: في را 1: 15، لماذا قالت نعمي لراعوث أن تعود إلى آلهتها (الموآبية) كما فعلت أختها؟

ج: من جهة، هذا القول ليس مثالاً مناسباً لنلتقطه من النص ونستخدمه كبيان شامل في الكرازة المسيحية. وحتى لو كان كذلك ففي هذه الحالة، ربما علمت نعمي بما كانت تفعله.

لقد أجبرت نعمي راعوث على أن تتشدد في قرارها. لم تكن نعمي تريد لراعوث أن تأتي معها لأسباب مالية وعاطفية. إن إعلان راعوث بأنها ترغب في أن تخدم الله الحي، لن يفيد في شيء إن كان مجرد إدعاء. هذا الحوار يظهر أنه لم يكن مجرد إدعاء، بل إن راعوث بالتحديد وليس نعمي هي من كانت تريد أن تتبع إله نعمي.

يحدث في كرازتنا اليوم أحياناً أننا نحتاج لإعطاء الناس فسحة ليتخذوا قرارهم، ولنترك لهم أن يدركوا أن هذا هو قرارهم هم حقاً. من أجل مثال ثانٍ مشابه لهذا، انظر يشوع 24: 14- 25.

 

س: في را 1: 20، هل كانت نعمي على حق في رغبتها بأن تُدعى "مُرّة" التي تعني مرارة؟

ج: بسبب الوفيات الثلاث في عائلتها، لم يكن لدى نعمي أي رجاء معقول بالحصول على ذرية، هذا الأمر الذي كان مهماً في تلك الثقافة. كانت لا تزال تتبع الله، ولكن رغبتها بأن تُعرف باسم "مُرّة" أمر يمكن فهمه. ولكن أن يكون ممكناً فهمه لا يعني أنه كان جيداً. يمكن للمؤمنين أن ينهاروا بطرق مختلفة، وكانت نعمي مثبطة متشائمة. لقد أخرجها الله بإشفاق من يأسها وأعطاها أملاً كبيراً.

قد تشعر اليوم بأنك مثبط جداً في بعض الأحيان؛ شعر بولس هكذا في 2 كورنثوس 1: 8- 10. وقد تشعر بأنه يليق بك أن تُدعى "خبراً سيئاً" أو "مرارة" أيضاً. يمكن لله أن يخرجك من ذلك ويريك رجاء حقيقياً. الآيات في 1 بطرس 1: 3- 12 تخبرنا عن رجاء عظيم كما يفعل بولس في رومية 8: 18. والآيات في عبرانيين 12: 1- 3 تتحدث عن المثابرة والرجاء بيسوع والآخرين في مواجهة المعاناة والألم، وكيف أننا نحتاج لأن نملك نفس الأمل والرجاء. هذا الرجاء ليس ضعيفاً هزيلاً، بل رجاء يعطينا قوة لنقاوم أية تجربة.

 

س: في را 2: 6- 7، لماذا سمح رئيس الخدام في الحقل لراعوث بأن تلتقط وراء الحصادين دون أن يعلم بوعز بذلك مسبقاً؟

ج: لا يقول الكتاب المقدس السبب، ولكن يمكن أن يكون هناك تفسيران لهذا:

ناموسياً: في الناموس الإسرائيلي (لاويين 19: 10؛ 23: 22؛ و تثنية 24: 21) كان يحظر على الفلاحين أن يعودوا إلى الحقل مرة ثانية بل أن يتركوا فضلات الحصاد للغرباء والفقراء.

العلاقة: من الواضح أن العلاقة بين بوعز ورئيس العمال كانت قوية حتى أنه كان في مقدور هذا أن يتخذ المبادرة قبل إعلام بوعز دون أن يشك في أن يكون بوعز بخيلاً أو عاصياً للناموس. في العلاقة بين رب العمل والتابع، من بين الميزات الأكثر قيمة عند التابع هو أن يكون موضع ثقة رب العمل فيما يرغب أن يفعله.

كملاحظة جانبية، في علاقات العمل اليوم، يستفيد أحد الطرفين غالباً أكثر إن "ترك بعض المال على الطاولة" للطرف الآخر. عندما يكون كلا الطرفين في علاقة رَبِّحْ تَرْبَحْ، فإن كلاهما يكون لديه حافز للاستمرار في العلاقة المنفعية.

 

س: في را 2: 19، لماذا قالت نعمي ذلك؟

ج: عندما رأت نعمي أن مقدار ما جمعته كان مجمل إيفة، كانت قد حسبت ما كان يجري. لقد نظر أحدهم إلى راعوث بكرم وسخاء خاص.

 

س: في را 3: 7- 9، ما الذي فعله راعوث وبوعز هنا؟

ج: بينما يحاول البعض أن يقرأ في هذا المقطع أنهما مارسا الجنس هنا، لا يقول سفر راعوث ذلك تحديداً. في الكتاب المقدس، إن عبارة "يضطجع مع أحدهم" تعني أن يمارس الجنس معه. إن اضطجاع راعوث يعني فقط أنها رقدت لكي تنام.

على حد قول كتاب "أقوال عويصة في الكتاب المقدس"، ص 199- 200، "أجفل" بوعز خلال الليل عندما تكشفت قدماه وكانت راعوث هناك. ولذلك فمن الواضح أنه لم يحدث شيء بينه وبين راعوث قبل ذلك، وإلا لما كان ليندهش. إضافة إلى هذا القول فإن كتاب "أجوبة على 735 سؤالاً كتابياً محيراً" (735 Baffling Bible Questions Answered)، ص 98، يوضح أن بسط بوعز لذيل ثوبه عليها كان عادة تعني أنه سيتزوجها. يذكر كتاب "أقوال عويصة في الكتاب المقدس"، ص 200 أيضاً أن هذه لا تزال عادة تمارس عند بعض العرب اليوم في أن الرجل يرمي بردائه على المرأة التي سيتزوجها.

إن مجيء راعوث ليلاً لم يكن يشكل ضغطاً علنياً على بوعز لكي يقبل بها. بحسب كتاب "عندما يسأل النقاد" ص 153، فإن كشف راعوث عن قدمي بوعز كان ممارسة مألوفة لإظهار خضوعها لبوعز.

 

س: في را 3: 11، لماذا يقول بوعز عن راعوث أنها امرأة فاضلة؟

ج: ذلك لأنه رأى أن ولاء راعوث له كان أكبر من رغبتها من الزواج من رجل أصغر سناً.

 

س: في را 3: 14، لماذا أراد بوعز ألا يُعلَمَ أن امرأة جاءت إلى البيدر؟

ج: على الأرجح أن بوعز كان يخشى مظهر الشر ("شبه الشر") (2 كورنثوس 8: 22؛ 1 تسالونيكي 5: 22). إضافة إلى ذلك، إن عُرِفَ أن بوعز سمح لامرأة بالمجيء، فعندها النساء الأخريات (والزوجات) سوف يردْنَ أن تأتين لزيارة رجال أصغر سناً.

 

س: في را 4: 3- 8، هل كان ذلك ضد الشريعة أن يتزوج رجل من زوجة أخيه الميت في لاويين 25: 5- 10؟

ج: لا. وفيما يلي 6 نقاط تتعلق بهذا الجواب:

1- لم يكن هناك أخ قد بقي على قيد الحياة. بل كان أقرب قريب من الذكور هو صاحب الحق.

2- لاحظ أنه في راعوث 4: 4، أقرب قريب هو بالمبدأ على استعداد لأن يشتري الممتلكات، إلى أن اكتشف أن راعوث كانت لتصير زوجته في الصفقة. لقد كان مهتماً بذرية تحمل اسمه أكثر من اهتمامه بحالة راعوث الجيدة أو ممتلكاتها.

3- لم تكن روث إسرائيلية، بل موآبية وهذا قد يفسّر معارضة أقرب الأقارب الذكور.

4- الأوامر التي في لاويين 25: 5- 10 لا تنطبق هنا، لأن الرجل لم يكن شقيق الزوج. على كل حال، لقد كانوا يحاولون إتباع مبدأ وروح اللاويين 25: 5- 10.

5- بما أن اللاويين 25: 5- 10 لم تكن أمراً ينطبق على الحالة هنا، لذا فإنهم لم يتبعوا بدقة وحزم القصاص أيضاً. لقد خلع الرجل نعله، ولم تبصق راعوث في وجهه.

يوضح آركر أن راعوث من الواضح أنها لم ترغب في إحراج الرجل.

6- إن سفر راعوث يدون ببساطة ما فعله أولئك الناس.

 

س: في را 4: 6، لماذا وافق القريب الأقرب أولاً على أن يشتري الأرض ثم تراجع؟

ج: لقد أعطى أسبابه في عدم الزواج من راعوث، وإلا فإنه سيخاطر بممتلكاته الخاصة. بما أن تعدد الزوجات كان يُمارس في تلك الآونة، فإن السبب الحقيقي هو أنه إذا أنجبت راعوث له الابن البكر، فإن الآخرين قد يعتبرون أن ابنه سيرث كلاً من اسم زوج راعوث وممتلكات الرجل. تحدد تثنية 25: 5- 10 أن على الرجل أن يتزوج أرملة أخيه إن كان الأخوة يعيشون معاً. ولكن في هذه الحالة هنا ليسا هما أخوين وما كانا يعيشان معاً.

 

س: في را 4: 8، هل من دليل آخر على أن الناس كانوا يشهدون على صفقة بتبادل النعال؟

ج: نعم. ليس فقط تثنية 25: 7- 10 تقول أنه كان عليهم القيام بذلك، بل إن ألواح نوزي أيضاً تدون التخلي عن حقوق الملكية بالتنازل عن نعل للمالك الجديد بحسب "دراسة NIV للكتاب المقدس"، ص 369.

 

س: في را 4: 10، لماذا تعتبر راعوث امرأة مُشْتراة؟ (مسلمٌ يطرح هذا السؤال وهو مستاء)

ج: لقد "اشترى" بوعز (أي دفع مهراً) لروث بأن اشترى الأرض من نعومي. لقد اعتنى بوعز براعوث وحماته الأرملة نعومي، فلا داعي لأن ينـزعج طارح السؤال (المسلم) من فعل المحبة هذا الصادر عن بوعز. آمل ألا يكون من النوع الذي يلتقط السؤال من آية من الكتاب المقدس ويفصله عن النص الكلي أو الفحوى الذي تكون قد جاءت فيه.

لا أعتقد أن المسلمين لديهم مشكلة إزاء مهر الزوجات، إذ نلاحظ مثلاً أن محمداً قد دفع 4000 درهماً لزوجته أم حبيبة. "أبو داود"، المجلد 2، العدد 2103، ص 565[1]. ونعلم أن علي بن أبي طالب قد دفع مهر ابنة ربيعة لنفسه. وهذه أنجبت له ابنة دعاها أم رقية. "الطبري"، المجلد 11، ص 66.

 

س: في راعوث، ما هي أقدم المخطوطات التي لا تزال موجودة إلى اليوم؟

ج: أدراج البحر الميت: (حوالي عام 1 ق.م): 4 نسخ منفصلة بحسب كتاب "أدراج البحر الميت اليوم"، ص 30 و"قاموس ويكليف للكتاب المقدس"، ص 436- 438. إنها تُدعى المخطوطات 2Q16، و2Q17، و4Q104، و4Q105. "أدراج البحر الميت بالإنكليزية"، الطبعة الرابعة، الأجزاء xxix إلى xlii. إن الدرج 2Q17  هو في الواقع شذرتين، والدرج 4Q104 هو 3 شذرات، وأحدها هو البداية. والدرج 4Q105 هو 3 شذرات صغيرة جداً من نسخة أخرى من سفر راعوث. ("أدراج البحر الميت مترجمةً: نصوص قمران بالإنكليزية"، الطبعة الثانية، ص 471، 481).

مخطوطات الكتاب المقدس المسيحية: تعود لحوالي العام 350 ميلادية، وتحوي العهد الجديد بما فيه سفر راعوث.

المخطوطة الفاتيكانية: (325- 350 م) وفيها كل سفر راعوث.

المخطوطة الإسكندرية: (حوالي 450 م) وفيها كل سفر راعوث.

ليس لدينا أي جزء من هذا السفر في المخطوطة السينائية (340- 350م).

 

س: اذكر أسماء بعض الكُتّاب الأوائل الذين أشاروا إلى سفر راعوث؟

ج: الكاتب الوحيد قبل المجمع النيقاوي الذي أشار أو لمّح إلى آيات من سفر راعوث كان ميليتو السرديسي (170- 177/180 م) وقد أشار إليه بالاسم.

في كتابه "رسالة إلى أريستيدس"، ف5، يذكر يوليوس أفريكانوس سلالة نسب أخيور العمانيتي وراعوث الموآبية، ولكن لا يذكر شيئاً عن سفر راعوث، بينما يشير متى ولوقا إلى راعوث، ولكن ليس من الضرورة أن يكون هذا من راعوث.

 

س: في راعوث، هات بعض الفروقات في الترجمة بين النص العبري والترجمة السبعينية اليونانية؟

ج: فيما يلي بضعة فروقات في الترجمة. للحصول على أمثلة عن هذه وضعنا النص العبري المسوري أولاً بإزاء الترجمة السبعينية اليونانية بعدها:

را 1: 1

"حقول موآب"

"أرض موآب"

را 1: 2

الأسماء مختلفة قليلاً :

(نعمي- محلون- كليون)

 

(نعمين- معلون- كلايون)

را 1: 3

عديلة راعوث هي "عربة"

هنا اسمها "عرفة"

را 1: 6

"حقول موآب"

"بلاد موآب"

را 1: 13

"إِنِّي مَغْمُومَةٌ جِدّاً مِنْ أَجْلِكُمَا أكثر مما من أجْلي"

"إِنِّي مَغْمُومَةٌ جِدّاً مِنْ أَجْلِكُمَا"

را 1: 14

" فَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا"

" فَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا وعادت إلى قومها"

را 1: 18

"كَفَّتْ عَنِ الْكَلاَمِ إِلَيْهَا"

"ما عادت تتحدث إليها"

را 1: 19

"تَحَرَّكَتْ بِسَبَبِهِمَا"

"غضبت منهما"

را 1: 20

"مُرَّةَ"

"شديدة المرارة"

را 1: 21

"الرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ كَسَّرَنِي"

"الرب وضعني، والقدير أبلاني"

را 1: 22

"حقول موآب"

"بلاد موآب"

را 3: 15

"ثم عاد"

"ثم عادت"

را 4: 4

"وَإِنْ كُنْتَ لاَ...."

"وَإِنْ كانَ لاَ..."

را 4: 5

"من نُعْمِي ومن رَاعُوثَ الْمُوآبِيَّةِ امْرَأَةِ الْمَيِّتِ"

"من نُعْمِين ومن رَاعُوثَ الْمُوآبِيَّةِ امْرَأَةِ الْمَيِّتِ، عليك أن تشتري أيضاً..."

را 4: 20

"سَلْمى"

"سَلْمُونَ"

المرجع لهذا السؤال: الترجمة العبرية هي من "الترجمة الحرفية" لـ جاي بي. غرين، والترجمة السبعينية من ترجمة السير لانسلوت سي. إل. برينتون لـ "الترجمة السبعينية: باليونانية والإنكليزية". و"تفسير الشارح للكتاب المقدس" والحواشي التي في مختلف إصدارات الكتاب المقدس[2].

 



[1] - "حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ...، عن ....، عن ....، عن الزهري أنَّ النجاشي زوَّج أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على صداق أربعة آلاف درهم، وكتب بذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقبل". عن "ابن داود" [فريق الترجمة].

[2] - جدير بالذكر أن نص الآيات المستخدمة في هذا الكتاب (باللغة العربية) قد اعتمدناها من الكتاب المقدس بالترجمة التي تعرف بـ (الترجمة البروتستانتية)، وللدقة فهي ترجمة سميث وفاندايك- البستاني، وأزلنا من الكتاب كل ما يمت بصلة إلى مراجع غير عربية، خاصة ما يتعلق منها بإصدارات الكتاب المقدس باللغة الإنكليزية. وللتقريب كنا نشير بالإجمال إلى ذلك بالقول "الإصدارات المختلفة للكتاب المقدس" [فريق الترجمة].