الخداع في الإسلام

 

تعليل كلمة "مَكَرَ"............................................ 1

تفسير سورة 3 : 54 ....................................... 1

مضمون سورة 3 : 54 .....................................1

تطبيق المسلمين لسورة 3 : 54 ............................ 1

محمد يجيز الكذب في الحديث .............................. 2

جواز نقض المسلمين للعهود ................................ 3

الله خدع اليهود ومنذ ذلك الحين أنجز خداعه للمسيحيين ..... 3

الله يُسَبِّب الخطأ ............................................ 3

لكن، ماذا يقول الكتاب المقدّس؟.............................  3

الله يخدع حتّى المسلمين ....................................  4

لا تتبعوا الأجزاء الخطأ من القرآن .........................  4

هل سيخدعُكَ الله أنتَ أيضاً ................................  5

الشيطان لن ينتحل شخصية محمد ـ لكن لماذا؟.............  5

ملحق: الترجمة الإنكليزية للسورة 3 : 54 .................  5

 

*******************

 

 

"وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"

سورة 3 : 54

 

بشكل مماثل، يتكرر وصف الله بـ "خير الماكرين" في سورة 8 : 30  وفي السورة 10 : 21 يقول القرآن إن الله أسرع مكراً.

مراجع أخرى في القرآن تتحدث عن مكر الله وكيده وخداعه في 7 : 99 ـ 27 : 50 ـ 13 : 42 ـ 14 : 46 ـ 43 : 79 ـ 86 : 15 ـ 7 : 100 ـ 4 : 142 .

 

لكن، وإذ أنّ الترجمات الإنكليزية للقرآن بشكل عام تستخدم عبارات أخفّ وقعاً، كما يبيّنه الملحق 1، فما هي إذاً الترجمة الأكثر دقة لهذه الأوصاف، وأيّ دورٍ يلعبه الخداع في تعاليم الإسلام؟

 

دراسة لمعنى كلمة "مكرَ"

 

السورة 3 : 54 تقول إنّ الله مَكَرَ. كلمة "مَكَرَ" في العربية تعني خدعَ وكادَ (كادَ يكيد كيداً) أو خطّط. والنسخة العربية من الكتاب المقدس تستخدم كلمة مثيلة لوصف الشيطان في 3 : 1 من سفر التكوين، بينما تستخدم نسخة فان ديك كلمة "أحْيَلَ".

 

كلمة "ماكر" عبارة قاسية جداً، يعرّفها Wehr وعبد النور بـ "الخبيث" و "البارع" و "المراوغ". وقاموس اللغة العربية "المنجد" يعرّفها بـ "الخادع" والتي تعني تماماً الأمرَ نفسه. (بِل كامبل، في كتابه القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم، صفحة 217 ـ 218).    

 

تفسير سورة 3 : 54

 

الشخص الذي يوصفُ بـ الماكر (وهي كلمة على صيغة كلمة "كافر") هو الذي يحاول أن يتفوّق على شخصٍ آخر عن طريق خداعه لغاية أذيّته. وهو الشخص الذي يصرِّحُ بعكسِ ما يخطّط لفعله. بعبارة أخرى، هو الشخص الذي ينوي الشرّ للآخر.   نعم، إنّ هذه الكلمة تتضمّن معنى التخطيط ولكنها بشكل عام تعني الغدر والدهاء والخداع لغاية التغلب والسيطرة على الآخر. الماكر هو الذي يبتكر طرقاً خفيّة ليستخدمها ضدّ الآخر. لهذه الكلمة مرادفات مثل الغش، السلب عن طريق الاحتيال، الخيانة، التضليل، التحايل، وفي كل الحالات فإن كلمة "مَكَرَ" تتضمّن معنى هزيمة الطرف الذي تعملُ على خداعه.  

 

سِيَاقُ سورة 3 : 54

 

سياقُ هذه القصة مهمٌّ جداً.  يُنْظَرُ إلى سورة 3 (آل عمران) على أنها الحوار الرئيس لمحمد مع المسيحيين. يقول الطبري هنا إنّ مكر الله يُطبّق على الزمن الذي أراد اليهود فيه أن يقتلوا عيسى ابن مريم. فلتجنيبه القتل، ألقى الله شبه المسيح على شخص آخر جرى صلبه عوضاً عنه.  بتلك الطريقة خدع الله الجميع بما في ذلك يسوع نفسه.

 

إنه لأمرٌ يصدمك صدماً، أن تعرف بأن هذا الله يُدعى خير الماكرين أي الأكثر براعة وحنكةً في ما يتعلق بصُلْبِ تعاليم الكتاب المقدّس.  هناك من يريد أن يخفي هزيمته على الصليب!  هنا تظهر حقيقة هذا الله!  

 

تطبيق المسلمين للسورة 3 : 54

 

خلال حرب الخليج الثانية، برّر وزير الإعلام العراقي التقارير الكاذبة التي كان يعلن عنها بخصوص الانتصارات العراقية باستشهادة بالسورة 3 :54 قائلاً: إن الله خير الماكرين". وهكذا نرى كيف طبّق هذا المسلم هذه الآية.

 

وحوالي سنة 686 ميلادية، قال زائدة بن قدامة حين عرف بخطة مخادعة يحاول أحدهم تنفيذها: "إن الله خير الماكرين". (سورة 3 : 54) الطبري الجزء 20 صفحة 188

 

يقول موقع "ديانة السلام" http://www.thereligionofpeace.com/Quran/011-taqiyya.htm  إنّه حين شرع الإرهابيون في 11 سبتمبر بتنفيذ خطتهم للسيطرة على الطائرة رحلة 93 أعلنوا للركاب أن على متنها قنبلة لكنّ سلامتهم ستكون مضمونةً إذا تمت الاستجابة إلى مطالبهم.  كان الإعلان بالتأكيد كذبة.  لكنْ هل كان المختطفون منافقين هنا؟  بالطبع لم يكونوا كذلك، لأنّ الحديث يقول إنّ بإمكانهم ممارسة الخداع في الحرب. لكنَّ ما يجدر ذكره فهو أنّ الركاب من ناحية أخرى، رجالاً ونساءً وأطفالاً، لم يكونوا حتى اللحظة التي سيطر فيها المختطفون على الطائرة على علمٍ إنهم في حالة حربٍ مع أحد.

 

العلماء المسلمون لا يقولون إنّه بإمكان المسلمين أن يكذبوا ساعة شاؤوا، لكنّ بإمكانهم الكذب على غير المسلمين في حربهم معهم، أو إذا كان أمنهم يتطلب ذلك، أو لغاية نشر الإسلام.  هذا الهدف الأخير، يفسّر سبب استخدام بعض المسلمين الذين يراسلوني، (ولا أقول الأكثرية) لكل صنوف الكذب في دفاعهم عن الإسلام.

 

من جهة أولى، كتب لي أحد المسلمين يقول: إنّ الكذب على إنسان غير مؤمن لغاية إقناعه بتبديل دينه هو أمرٌ حرام يرفضه الله، لكنّ المسؤولية تقع على غير المؤمن في السعي وراء المعرفة بوسائله الخاصة، وفي هذا يقول النبيّ محمد "طلب العلم فريضة على كل مسلم (رجالاً ونساءً) قبل أن يعبدوا الله. (حديث). لكن يمكننا أن نكذب لحلّ خلاف أو نزاعٍ، وهذا شرعي ومفيد. لقد تعلمت ذلك من مصادر مختلفة."

 

ومن جهة أخرى، رأيتُ كذباتٍ صارخة عن المسيحية لمسلمين على مواقع الانترنت، لكنهم، حين يبيّن لهم أحدٌ خطأ ادّعاءاتهم، فإنّهم يتابعون نشر الأمر نفسه دون أن يقوموا بتصحيح الخطأ أو حتى الحديث عنه، ولا حتى بالردّ على من يقوم بتصحيح خطأهم.

 

محمد يشجّع على الكذب في "الحديث"

  

الإطراء الكاذب لإحلال السلام بين اثنين أمرٌ مقبول! يقول محمد: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أو يَقُولُ خَيْرًا‏"‏‏.‏ البخاري الجزء 3 الكتاب 49 الفصل 2 العدد 857 صفحة 533

أنظر أيضاً ابن ماجة الجزء 4 الكتاب 20 الفصل 5 العدد 2544 صفحة 6

عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال، "من ستر مسلماً (أي معاصي مسلم) ستره الله (اي ستر معاصيه) في الدنيا والآخرة." (1)  

الحاشية رقم (1) لمترجم الحديث إلى اللغة الإنكليزية تقول: "هناك ترجمة إنكليزية لهذا الحديث، "من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة" والحديث رقم 2546 يؤكّد هذه الترجمة.

 

عن جابر، عن النبي أنه قال: "مَن لكعب بن الأشرف؟ (يهودي) فقال محمد بن مَسلَمة، أتحبّ أن اقتله؟ قال نعم، قال، فَأذِن لي فأقولَ (أي أن أكذب) قال النبي: قد فعلتُ. (أي سمحتُ لك)". بخاري الجزء 4 الكتاب 52 الفصل 159 العدد 271 صفحة 168 وكذلك يذكر الطبري بشكل مشابه عن جابر قوله، "يا رسول الله قلت قولا لا أدري أفي به أم لا قال إنما عليك الجهد قال يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول قال قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك" الطبري، الجزء 7 صفحة 95

 

البخاري، الجزء 3 الكتاب 45 الفصل 3 العدد 687 صفحة 415 "عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله قال، ‏"‏مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ فإنّه قَدْ اذَى الله وَرَسُولَهُ‏"‏‏.‏ فقام محمد بْنُ مسلمة فقال يَا رَسُولَ الله اَتُحِبُّ اَنْ أقتله؟ قَالَ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قَالَ فأذن لِي أن أقول شيئاً‏.‏ قال ‏"قل"‏‏.‏ فأتاه محمد بن مسلمة فقال إنّي قَدْ أتيتك أستسلفك وسقاً أو وسقين." ـ وبعد مساومة بين الاثنين بخصوص ما يجب على محمد بن سلمة أن يعطيه لكعب رهناً للديْن، وافق بن مسلمة أن يرهن أسلحته، ثمّ وعده بأن يأتي بها في وقت آخر. بعد ذلك، رجع بن سلمة إلى كعب الأشرف الذي كان يتوقع مجيئه بشكل سلمي، وقتله مخادعاً.

 

الأحاديث التالية تتطرّق بشكل مشابه تماماً إلى موضوع اغتيال كعب بن الأشرف:

بخاري، الجزء 5 الكتاب 59 الفصل 14 العدد 369 صفحة 248 ـ صحيح مسلم، الجزء 3 الكتاب 17 الفصل 744 العدد 4436 صفحة 990 - 991 ـ أبو داود، الجزء 2 الكتاب 9 الفصل 1015 العدد 2762 صفحة 775 ـ أبو داود، الجزء 2 الكتاب 13 الفصل 1110 العدد 2994 صفحة 850 ـ الطبري، الجزء 9 صفحة 121 يذكر أن القصة حدثت خلال الفترة الزمنية بين معركة بدر ومعركة أحد.

 

"الحرب خدعة". ابن ماجة، الجزء 4 الكتاب 24 (الجهاد) الفصل 27 العدد 2833 صفحة 181. والحرب خدعة كما في البخاري، الجزء 4 الكتاب 52 الفصل 157 العدد 268 ، 269

لكنّ المشكلة في تطبيق هذا المبدأ على كعب بن الأشرف هي في أن كعباً لم يكن على علمٍ إطلاقاً بأن محمد بن مسلمة كان في حربٍ معه. وهكذا، فإذا قرّرَ مسلمٌ أن يكون "في حربٍ" معك (أنت الكافر)، فإنّه وبضمير مرتاح مستعد أن يكذب عليك ويوهمك بأنه صديقك بينما يضمر لك الأذى في قرارة نفسه.

 

يمكن للمسلمين "نقض العهود"

في البخاري، الجزء 7 الكتاب 67 الفصل 26 صفحة 309 يقول محمد: "إنّي والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلاّ أتيتُ الذي هو خيرٌ وتحلّلتها."

 

في سورة 9 : 3  ينقض الله ورسوله عهودهم مع المشركين.

وتقول السورة 66 : 2 "قد فرض الله لكم تحلّة أيمانكم"

 

الله خدع اليهود، وبذلك تمّ خداعه للمسيحيين منذ ذلك الحين

 

عندما ألقى الله شبه المسيح على شخص آخر وجعله يموت على الصليب عوضاً عنه، فإنه خدع بذلك اليهود الذين ظنوا أنهم صلبوه. وهكذا، فإذا كان الله حقاً قد قام بخدعة إلقاء الشبه هذه، فإنّ هذا يعني بأنّ الله لم يخدع فقط الرومان واليهود، إنما أيضاً أتباع يسوع.

 

موقع  www.BibleQuery.org/History/ChurchHistory/WhatEarlyChristiansTaught.htm  يقدّم ما يقارب الثمانين كاتباً من الحقبة التي سبقت مجمع نيقية سنة 325 ميلادية، علّموا بأنّ المسيح قد مات على الصليب ثم قام من الموت؛ لا بل إن كثيرين من هؤلاء ماتوا من أجل هذه العقيدة التي كانوا يؤمنون بها ويعلّمونها.

 

الله "يسبِّبُ الخطأ"

السورة 40 : 32 ـ 33:  "وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ. يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ."

 

تقول السورة 40 : 32 ـ 33 إن الله يُضلل المشككين، وسياق الموضوع هنا هو الذهاب إلى الجنّة أو جهنّم. إذاً، فإذا كان الناس الذين مصيرهم جهنم من عبدة الأوثان، فهل الله:

ا ـ غاضب عليهم لأنهم لا يؤمنون بما يجب عليهم أن يؤمنوا به؟

ب ـ أم أنه سعيدٌ لإيمانهم بما يؤمنون به لأنه هو الذي قادهم إلى الإيمان بذلك؟

إذا كان جواب المسلمين هو الأول (كما أنه من المتوقع أن يجيبوا)، إذاً فلماذا يغضب الله على أناسٍ تبعوه إلى حيث قادهم؟

 

 

ماذا يقول الكتاب المقدّس؟

 

ليس هناك في الكتاب المقدّس مكانٌ يقول إنّ الله يكذب أو يضلل أو يبتكر الخداع، لكن الله مع ذلك قادر على أن يبعث بمن يغوي. عندما يقسّي أناسٌ مثل فرعون قلوبهم فإنّ الله يقسّي قلوبهم ايضاً. هؤلاء الذين يستبدلون حقّ الله بالكذب، ـ كما في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1 : 25 ـ 31، فإنّ الله يسلمهم إلى أهواء الهوان. وهؤلاء الذين لم يقبلوا محبّة الحق ـ كما في رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 2 : 10 ـ 11 فإنّ الله سيرسل إليهم ضلالاً شديداً.  وهكذا، فإن الله لم يبتكر الضلال لكنّه تعمّد إرساله إليهم. يمكن قراءة تفاصيل حالةٍ من هذه الحالات في سفر الملوك الأول 22 : 19 ـ 23.

 

بالنسبة للمسلمين ربما هناك فكرة مشابهة، حيث إنه إمّا يُسمَحُ لغير المؤمنين أن يبقوا مُضَلَّلين، أو أنّ يُتْرَك غير المؤمنين يزدادون ضلالاً. السورة 5 : 41 تقول ".. وَمَن يُرِدِ الله فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ الله شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ الله أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ.."

 

سورة 74 : 31 ".. كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ.."

 

وهكذا، فإنّ الله حسب ما يعلّمه الإسلام قام بخداع حتّى أتباعه في زمن المسيح. وفي الجزء التالي، سنرى كيف خدع الله أتباعه المسلمين أيضاً.

 

إليكم كيف يتعامل الله والشيطان في الكتاب المقدس مع الكذب.

الله

الشيطان

لا يكذب (عدد 23 : 19 و صموئيل الأول 15 : 29)

يكذب منذ البدء (تكوين 3 : 4)

لا يمكن أن يكذب (الرسالة إلى العبرانيين 6 : 18)

أبو الكذب (يوحنا 8 : 44)

لا يُجَرِّب (يعقوب 1 : 13)

يُجَرِّب (متّى 4 : 1 ـ 10)

هـو النــور (يوحنا 1 : 6 يوحنا 1 : 5)

يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور (2 كورنثوس 11 : 14)

الملائكة هم خدّامه (الرسالة إلى العبرانيين 1 : 5)

خدّامه يغيّرون شكلهم كخدّامٍ للبرّ ( 2 كورنثوس 11 : 15)

 

الكتاب المقدّس يحذرنا من من تصديق الأرواح بل أن نمتحِنَ الأرواح. (يوحنا الأولى 4 : 1) وأن نحترز من الأنبياء الكذبة. (متّى 7 : 15)

 

كيف يمكن لشخصٍ ما إذاً أن يعرف إذا ما كان يتبع خطأً روحاً كاذبة؟

 

الله يخدع حتى المسلمين

 

"...وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربّكم. فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه." بخاري، الجزء 8 الكتاب 76 الفصل 52 العدد 577 صفحة 375 / انظر ايضاً صحيح مسلم، الجزء 1 الكتاب 1 الفصل 81 العدد 349 صفحة 115.

 

هنا، قال لي مسلمٌ إن كلمة "خدع" لم يرِدْ لها ذكرٌ في هذا الاقتباس، وإنّ الله لم ينطق بأيّ كلامٍ كاذب، وكذلك، إنّ ذلك قد حصل في الجنّة وليس على الأرض.  لكن هل هناك من حاجة لكلمة "خدع" كي يجري خداع أحدٍ من الناس في وقتٍ ينتحل الله فيه صورة شخص ليس هو الله؟  هؤلاء الذين صدّقوا كلمات الله حين اختار الله أن يتخذ شخصية مزيفة سيذهبون إلى جهنم. إذا لم يكن ذلك خداعاً فما هو إذاً؟  يتّضح لنا جميعاً بأنّ ما يعلّمه هذا الحديث هو أن الله سوف يتعمّد في المستقبل أن يتمثّل للمسلمين بشكل مختلف عن الشكل الذي يعرفونه به.

 

ما هو شكل الله؟  لم أسمع قولاً من مسلمٍ من قبل إلى أن سمعت أحدهم يخبرني إنّه ربما كان لله شكل يشبه شكل الإنسان الآليّ. إليكم ما يقوله البخاري في الجزء 9 الكتاب 93 الفصل 24 العدد 532 ب صفحة 396 : "...حتى يبقى من كان يعبد الله من برٍ أو فاجرٍ، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناسُ، فيقولونَ: فارقناهم ونحن أحوجَ منّا إليه اليومَ، وإنّا سمعنا منادياً ينادي: ليلحقْ كلّ قومٍ بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا. قال فيأتيهم الجبّار في صورةٍ غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول أنا ربّكم، فيقولون: أنت ربنا. فلا يكلّمه إلاّ الأنبياءُ فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون الساقُ، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياءً وسُمعةً، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهرُهُ طَبَقاً واحداً. ثم يؤتى بالجسر فيُجعلَ بين ظهري جهنّم..." 

 

إذاً، فمهما يقوله المسلمون اليوم، يقول صحيح البخاري إنّ الله سيكون له شكل جسدي في السماء، وإن الله نفسه سيظهر للمسلمين بصورة جسدية مزيفة لتجربتهم.

 

أمّا الكتاب المقدس فعلى العكس من ذلك يقول في يعقوب 1 : 13 "لا يقل أحدٌ إذا جُرِّبَ إنّي أُجَرَّبُ من قبلِ الله. لأنّ الله غيرُ مُجَرِّبٍ بالشرور وهو لا يجرّبُ أحداً."

 

لا تتبعوا الأجزاء الخطأ من القرآن

 

البخاري، الجزء 6 الكتاب 60 الفصل 9 العدد 8 صفحة 10 يقول: "قال عمر: أقْرَؤنا أٌبيٌّ، وأقضانا عليٌّ. وإنّا لندع من قول أبيٍّ وذاك أنّ أبيّاً يقول: لا أدع شيئاً سمعته من رسول الله وقد قال الله ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها.." (سورة 2 : 106)

 

ماذا تعني الآيات الناسخة باعتقادك؟

أ   ـ أهيَ آيات لا زالت موجودة في القرآن ولكن ليس على المسلم أن يعمل بها؟

ب ـ أمْ هي آيات كانت موجودة في القرآن [يقول البعض إنها غير قابلة للتبديل]، لكنها لم تعد موجودة؟

ت ـ أم أنّ في القرآن أمثلةً من الاثنين؟

 

كتب الحديث الإسلامية تقول بأنّ الجواب الثالث (ت) هو الجواب الصحيح.      

 

مثال على الجواب الأول (أ): الآيتان 2 ـ 3 من السورة 73 منسوختان بالآية 20 من سورة 73 بناء على ما جاء في "أبو داود" الجزء 1 الكتاب 2 الفصل 457 العدد 1299 صفحة 343

 

مثالٌ على نسخ تقليدٍ من التقالليد هو في موضوع زواج المتعة (وهو زواج مؤقت لوقت قصير كيومٍ أو اسبوع) الذي سمح به محمد، لكنه عاد فنسخه، أي أبطله في وقت لاحق كما يقول السنّة. لكنّ الشيعة من ناحيتهم لا يؤمنون بنسخه.

 

مثال على الجواب الثاني (ب): يروي أنس ابن مالك: "...أُنزِلَ في الذين قُتِلوا ببئر مَعونةَ قرآنٌ قرأناه ثم نُسِخَ بعدُ [وكانت الآية المنسوخة]: ’بلّغوا قومنا أنْ قد لقينا ربّنا فرضِيَ عنّا ورضينا عنه‘." بخاري، الجزء 4 الكتاب 52 الفصل 19 العدد 69 صفحة 53 وهذه الآية ليست موجودة في أيّة نسخة من نسخ القرآن اليوم.

 

بالمناسبة، آمل أن لا يكون أحد قد حاول خداعكم بإقناعكم أن القرآن لم يحصل فيه أي تبديل، أو أنّ كلّ شيء يجب أن يُتّبَع. يذكر "الفهرست" في الصفحة 81 ـ 82 أنّ هناك 18 كتاباً عن الناسخ والمنسوخ في القرآن. وتقول حاشية لمترجم البخاري في الجزء 6 ملاحظة 1 صفحة 506 أن فقهاء المسلمين يطلقون عبارة "مُحكَم" على الآيات غير المنسوخة.

 

هل سيخدعُكَ الله أيضاً

 

جوابٌ واحدُ اهذا السؤال يجيب عليك الإسلام به: من الأفضل لك أن لا تطرح أسئلة كثيرة.

يذكر البخاري في الجزء 2 الكتاب 24 الفصل 52 العدد 555 صفحة 323 "سمعت النبيّ يقول، ’إنّ الله كرهَ لكم ثلاثاً ـ ... ... وكثرة السؤال."

 

السورة 5 : 101 "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ"

السورة 5 : 102  "قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ"

 

الشيطان لن يتمثّل بشخص محمد ـ لكن لماذا؟

 

على الرغم من أن الله يمكن أن يأتي في صور مخادعة، وأنّ غلاة المسلمين قد يُخدَعون بعبادة الله غير الحقيقي معتقدين بقداسة عليّ أو محمد وأنهما جزء من الله، فإنّ الحديث يقول إنّ الشيطان لا يستطيع التمثّل بشخص محمد.

"... ومن رآني في المنامِ فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثّل صورتي، ومن كذبَ عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار." بخاري، الجزء 8 الكتاب 73 الفصل 109 العدد 217 صفحة 139 ـ 140 (أيضاً انظر صحيح مسلم الجزء 4 الكتاب 27 الفصل 948 العدد 5635 ـ 5639 صفحة 1225 ـ 1226)

 

جوابٌ واحد لم أسمعه ـ حتى الآن ـ من مسلمٍ، وهو لماذا يعتقد المسلمون بأنّ الله يختار أن يظهر في صورة خادعة والناسُ يمكن أن يُخدَعوا بعبادة شخصية منتحلة لله، بينما لا ينتحل الشيطان أبداً شخص محمد؟

 

إذا أردتم الإجابة على هذا السؤال، أو الحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الكتابة عن طريق www.MuslimHope.com

 

 

ملحق: الترجمات الإنكليزية للسورة 3 : 54

 

يبدو أن الترجمات الإنكليزية للقرآن تخفي جزءاً من المعاني الحقيقية:

 

 

 

Yusuf ‘Ali’s Translation of 3:54 “And (the unbelievers) Plotted and planned, And Allah too planned, And the best of planners Is Allah.”

Arberry’s translation of Sura 3 between 45 and 50: “and they devised, and God devised, and God is the best of devisers”

Malik’s Translation of 3:54: “The unbelievers among the children of Israel plotted against Isa and Allah also devised a plan to raise him up, and Allah is the best in planning.”

J.M. Rodwell’s translation of Sura 3 between 40 and 50: “And the Jews plotted, and God plotted: But of those who plot God is the best.”

 

Pickthall’s translation of 3:54: “And they (the disbelievers) schemed, and Allah schemed (against them); and Allah is the best of schemers.”

 

(translated by Maulawi Sher Ali, an Ahmaddiyya) “And they planned, and Allah also planned; and Allah is the Best of planners.”

 

يذكر يوسف علي في ترجمته للقرآن أنّ كلمة "مكر" يمكن أن تتضمن "الجيّد والسيّء"، السلب والإيجاب. (صفحة 156 حاشية رقم 393 سورة 3 : 54)

 

في اللغة الفارسية، كلمات "مكْر" و "مكار" مأخوذة من العربية، ويبدو أنها دائماً تتضمن المعنى السلبي.

 

الآيات المترجمة المستخدمة في النص مأخوذة من ترجمة يوسف علي المنقّحة.

*******************

***********