تساؤلات كتابية

حول الرسالة إلى أهل أفسس

 

س: في أفسس1:1، هل كانت رسالة أفسس حقاً قد كُتبت لأهل أفسس؟

ج: بالتأكيد كانت الرسالة موجهة إلى أهل المنطقة، ولكن بعض المخطوطات القديمة لا تحوي الكلمات "في أفسس".

دليل على أن "في أفسس" كانت قد أُضيفت لاحقاً:

1- إن البُرْدِيّة شيستر بيتي II، ص46، (100- 150 م) ليس فيها ثغرة أو فراغ عند هاتين الكلمتين. هذه المخطوطة أيضاً تحوي غلاطية وفيلبي وكولوسي و1 تسالونيكي و1و2 كورنثوس، وفي كل حالة يظهر اسم المدينة حيث يجب. (بينما تحوي هذه المخطوطة أجزاء من رومية، إلا أنها لا تحوي رومية 1-4).

2- المخطوطة الفاتيكانية الإسكندرية (325- 350 م)، والسينائية (340- 350 م)، كلاهما لا تحويناها فقد كُتبت على كلتيهما فيما بعد على يد مُصحِّح.

3- الكُتَّاب الأوائل في الكنيسة الذين ليس لديهم العبارة "في أفسس" هم ترتليان كتب عام 207م، وأوريجنس (225- 254 م). وعلى كل حال، فإن أوريجنس يقتبس أفسس 1: 4 قائلاً أنها كانت من رسالة إلى أهل أفسس في كتابه "في المبادئ"، "الكتاب 3، الفصل 5: 4، ص 342.

إن كان بولس كان قد كتبها لأهل أفسس فقط، فإن المرء يتوقع وجود تحيات شخصية لأناس كان قد عاش معهم لمدة ثلاث سنوات ولكن لا نجد شيئاً من هذا في هذه الرسالة.

أوريجنس وجيروم قالا أن "في أفسس" لم تكن في أفضل المخطوطات التي كانت لديهم، رغم أن جيروم في إدراجه لائحةً بكتابات الكنيسة قال أن بولس كتب رسالةً إلى أهل أفسس ("جيروم وغيناديوس"، 485- 492، الفصل 5).

الدليل على أن "في أفسس" كانت أصلية:

إن أغناطيوس أحد الكتاب الأوائل في كتابه "رسالة إلى أفسس" (110- 117 م)، في الفصل12، يقول أن بولس يذكر أهل أفسس في رسالته.

2- وبالنسبة للكلمات، فإن كلتا المخطوتين السينائية والفاتيكانية لديها هاتين الكلمتين قد أضيفتا إلى المخطوطة من قِبَلِ يدٍ أخرى.

3- المخطوطة الإسكندرية ( 450 م)، والمخطوطة الكلارومونتانية (القرن الخامس/ القرن السادس) وكتاب الصلوات البيزنطي فيها الكلمات "في أفسس".

4- الذهبي الفم، أحد آباء الكنيسة ( 392- 407 م)، يبرهن أن فيها هذه الكلمات وذلك يتبدى من خلال تفسيره لرسالة غلاطية. لقد كان الذهبي الفم يقتبس بشكل مباشر من الكتاب المقدس في تفسيراته الكتابية.

استنتاج:

إما أن "في أفسس" قد حُذِفَت من بعض المخطوطات، كما في بُرْدِيّة تشيستر بيتي II، التي قبْل عام 100- 150 م، أو أنها أُضيفت إلى بعض المخطوطات قَبْل عام 117 م. هذا مثال على التخالف الباكر في الكتابات المقدسة حيث يصعب أن نقرر أو نحدد أيهما الأصح.

 

س: في أفسس1: 3- 17، و1 بطرس 1: 3- 17 هل الآب هو إله يسوع؟

ج: داخل الثالوث، نعم. تُرينا الآية في عبرانيين 1: 9 معانٍ متعددة للكلمة "الله" عندما تقول: "لأجل ذلك، فإن الله، إلهك، مسحك". يجب على المرء أن يميز بين الطبيعة والدور. إن جميع الأقانيم الثلاثة لهم نفس الألوهية في الثالوث، ولكن داخل الثالوث، الآب له الدور البارز، كإله يسوع. إن الإبن ليس أدنى من الآب، ولكن دوره خاضع أو تابع للآب.

 

س: في أفسس 1: 4، كيف اختارنا الله فيه؟

ج: يعتقد البعض أن الله كان يعرف كل شيء قبل أن يقرر خياراته أو يحتّم قدرياً أي شيء. ويعتقد آخرون أن الله قدّر كل شيء قبل أن يستفيد من معرفته المسبقة. هناك آيتان فقط في الكتاب المقدس تأتي فيهما معرفة الله المسبقة وتقديره/اختياره لنا في نفس الآية.

رومية 8: 29: "لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ".

1 بطرس 1: 2: "بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ".

في هاتين الآيتين، تأتي المعرفة المسبقة قبل التقدير/الاختيار. ومع صلب المسيح انعكست الآية.

أعمال 2: 23: "هَذَا (يسوع) أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ".

ولكن ما من آية في الكتاب المقدس تقول أن الله كان ينبغي أن تكون لديه إحدى هاتين الصفتين قبل الأخرى.

باختصار، إن الله يمكنه أن يختارنا بأي طريقة يريد. وإننا نعلم أن الله قد أعلن أنه بار، سمِحٌ، ولا يفعل أي شيء بلا سبب. ولكن الله ليس مضطراً لأن يخبرنا عن دوافعه أو أسبابه.

 

س: في أفسس1: 4- 5، هل كل شيء قضاء وقدر؟

ج: إن كل ما يوجد مقدرٌ مسبقاً، حتى حقيقة أن اللّه يسمح لنا بحريّة أن نتخذَ خياراتنا بدون أن يُسيطر علينا فيها كُليّاً. لا شيء يحدث إلاَّ ما يعرِفهُ اللّه, أو يسمح بِه, ويكون جزءاً من مخطَّطه. وعلى كلِّ حال, إنَّ اللّه يسمحُ للناس بأن يفعلوا أشياءَ لا يرغبُ هو فيها تحديداً وتلكَ أفعالٌ شريرة كالّتي تُذكر في إرميا 5: 28؛ 8: 19؛ 12: 8؛ حزقيال 8: 6).

وكما قالَ فرنسيس شايفر في كتابهِ "الكنيسة في نهاية القرن العشرين": "يُمكننا أن نُمجّد اللّه, وكِلا العهدين القديم والجديد يقولانِ أنّه يُمكننا حتّى أن نجعلَ اللّه يحزن. وهذا أمرٌ مريع" (تسابيح لأجلِ شعبِ اللّه, رقم 364). انظر أيضاً السؤال التالي لمزيدٍ من المعلومات.

 

س: في أفسس 1: 4-5, هل على المسيحييّن أن يُؤمنوا بالتعيين السابق؟

ج: كُنت أعرفُ مسيحيّاً ناضجاً نوعاً ما، أخبرني مرةً أنّه لم يكن يؤمن بالتعيين السابق. وحدثَ بالصدفة أن عرفتُ أنّهُ كانَ يقرأ الكتاب المقدّس بشكلٍ مُنتظم, وحريٌّ بي أن أعترِفَ أنّهُ انتابتني شكوك, بعدَ أن قالَ تِلكَ العبارة الّتي تبدو في غاية الحماقة.

إنَّ الآيّة في أفسس 1: 5 وآيّات أُخرى تُظهِرُ لنا أنَّ الإيمان بالقضاء والقدر أو التعيين السابق ليسَ خياراً بالنسبةِ للمسيحيّ, أكثرَ مِن الإيمان بأنَّ اللّه قدوسٌ. (أي أنّهُ لا يجب الشك بموضوع مسألة التعيين المُسبق كما أنّهُ لا يجب الشك في أنّ اللّه قدوس). والآن قد يُؤمن الناس بِحقائق مختلفة وأغلاط عن التعيين السابق, ولكنَّ الكلمة بحدِّ ذاتِها واضِحةٌ في الكتاب المقدّس. فاللّه ليسَ فقط يعرِف كل شيء عن كل شخص قبلَ أن نولد, بل إنَّ اللّه اختارَ مصيرنا قبلَ أن يُولد أيُّ واحد منا. إنَّ التعيين السابق ليسَ عقيدةً "كالفينيّة". بل إنها عقيدةٌ كتابية. فبغض النظر عمّا إذا كان المسيحيّون يُدعَون كالفينيّنَ أم غيرُ كالفينيّنَ أم أرمينيّين، فإنّ الإعتقاد بأنَّ الله الكليّ المعرفة قد اختارنا قبل أن نُولد سيكون جزءاً من لاهوتنا.

 

س: في أفسس 1: 4-5, كيف يتفق التعيين السابق للّه؟

ج: فيما يلي بضعة أشياء كَشفها الكتاب المقدّس:

1- إنَّ الله يستطيع أن يفعل كما يشاء. إنّه ذو سيادةٍ مطلقة على كلّ شيءٍ وكلِّ شاردةٍ وواردة, ولذلكَ فما من شيءٍ يحدث خارِج ما يسمح به الله (أيوب1: 12؛ يعقوب 4: 15).

2- يُمكن لله لأن يفعلَ كما يرغب. إنّه يُسيطر مباشرةً وبشكلٍ فعالٍ ومؤثر على كلِّ حركةٍ يرغب بها. (أشعياء 4: 24, 27؛ 34: 13؛ 55: 11؛ يوحنا 10: 26؛ عبرانيين 6: 17).

3 - يمكن لله أن يفعل أي شيءٍ يُريده. لم يَخترْ أن يُسيطر مباشرةً وبشكلٍ فعال على الأحداث. (إرميا 5: 29؛ 8: 19؛ 12: 8؛ حزقيال 8: 6). إنَّ الله يستطيع أن يفعل مايشاء فكلُّ حادثٍ, حتّى تلك التي سمح بها ولم يضبِطها أو يُسيطر عليها أو يتحكم بها عن عمد, هي حادثةٌ محبوكةٌ ومرسومةٌ ضِمن مخطط هدفهِ النهائي. (أفسس 1: 11؛ أمثال 16: 4, 33؛ رومية 11: 36؛ 1 كورنثوس 6: 8؛ رؤيا 4: 11).

 

س: في أفسس 1: 4-5, اذكر بعض الأفكار الخاطئة المتعلّقة بالقدرية؟

ج: في أفسس 1: 4 عندما تقول الآيّة أنَّ الله اختارنا مُسبقاً, فإن كنا نؤمن بموثوقيّة الكتاب المقدّس, علينا أن نؤمن أنَّ الله قد اختارنا مُسبقاً فعلاً. ولدينا أيضاً إرادةٌ حرّة, محددة واضحة بشكلٍ صحيح. لعلّكَ عانيتَ من بعض أفكار القدرية, لأنَّ هناكَ مفاهيم مغلوطة تُعلَّمُ حولها. دعني أشارككَ بأربع نقاط لعلّها تُفيدكَ.

إنَّ الله يعرف كلَّ شيء عن المستقبل بشكلٍ مؤكد, ولكنَّ معرفتَه لا تُحِدُّ إرادَتنا الحرّة أو تقللُّ من معرفتنا. لا يُمكننا أن نقول: "الله كان يعرف أنّي كنتُ سأفعل ذلك, ولذلكَ فلم يَكن لديَّ خَيار, وأنا بالتالي كنتُ مضطراً لأفعل ذلك". في أعمال 2: 23, سُلِّمَ يسوع المسيح لليهود بحسب هدف الله المُعيَّن ومعرفته السابقة, ومع ذلك فإنَّ أولئك الذينَ صلبوا يسوع كانوا مُذنبينَ آثمين خُطاة (يوحنا 19: 11). لأُعطيكم مثالاً. يُمكننا أن نقرأ كتاباً عن عبور جورج واشنطن لنهر ديلاوير قبل أكثر من مئتي سنة. إنَّ معرِفتنا شبه الأكيدة من الكتاب لم تُجبر جورج واشنطن على القيام بذلك. لِنفترض أنّه أمكننا أن نعودَ بآلة الزمن إلى الوراء أربعمئة سنة, وأن نأخُذ الكتاب معنا. فإننا لا نزال عاجزين على أن نفعل أي شيء يُجبر جورج واشنطن عل أن يفعل أي شيء. إنَّ الله يوجد خارج الزمن (تيطس 1: 2), وأيضاً داخله, ومعرفته السابقة لم تُجبرنا على أن نفعل أيَّ شيءٍ.

إنَّ معرفة الله المُسبقة لنا تسبِقُ تعيينه السابق/أو اختيارهِ كما يتبيَّن في الآيتين اللتين تذكُران هذين المفهومين معاً (رومية 8: 29؛ 1 بطرس 1: 2). يميلُ الكلفينيّونَ إلى وضع هذهِ بشكل ارتجاعي. فالله يختار من يشاء, ثمّ يعرفُ مسبقاً. ويَنزع الأرمينيّون إلى القول بأنَّ الله قد اختار قبل بدء الزمان استناداً على معرفةٍ مسبقة. ولكن, إن كان اللهُ حقاً خارج الزمن, فعندها كلاهما يُمكن أن يكونا متزامنين.

إنَّ سيادة الله القدير لا تنفي إرادتنا الحرّة, رغم أنَّ الكلفينيّن بشكلٍ نمطيٍّ يقولون خلاف ذلك. بعضُ الأشياءِ حدثت ولكنّها "لم تكن داخلةً في فكر الله" مثل ذبائح الأطفال في إرميا 32: 35, وموت الشعب الذي ما كان يجب أن يحصل في حزقيال 13: 19. وبعضُ الأشياء التي تحدث تجعل الله يحزن. مع ذلك فمن جهةٍ أُخرى, كلُّ شيءٍ يعمل معاً بحسب مخطط الله (أفسس 1: 11).

كيف توفق بين هاتين الفكرتين؟ ذلك من خلال مفهوم "السيادة المفوضة". لقد كان بمقدور الله أن يطبّق سيطرةً وسيادةً كاملةً على كل شيء، بطريقةٍ لا تجعله يُسَرُّ بأي شيء ونصبح كلنا رجالاً آليين. ولكن الله، الذي يستطيع أن يفعل أي شيء، قد اختار بشكلٍ واضح أن يفوض سيادته، لبرهةٍ من الزمن، وضمن حدود، وذلك لكيما نمتلك القدرة على أن نختار أن نطيعه أو نعصيه. من الواضح أن الله قد قدّر الإنسان عالياً، الذي صنعه على صورته، حتى أن الله جعل الناس حيث أمكنهم أن يختاروا بشكلٍ حر أن يحبوه أو ألا يحبوه. إن الله يقدّر هذا عالياً، لدرجة أنه يسمح للناس بأن يرفضوه وأن يتحملوا نتائج خيارهم.

ماهي الإرادة الحرة؟ كتب مارتن لوثر كتاباً كاملاً بعنوان "عبودية الإرداة"، حيث قال أن الإرادة الحرة كانت عقيدةً زائفةً. لقد فات القارب لوثر، لأنه أخذ الأمور على نحو متطرف خارجٍ عن الكتاب المقدس. نحن نولد بإرادة مستعبَدة للخطيئة (كما كان لوثر سيوافقنا الرأي)، ولكن لا يزال يبقى لدينا تفويضٌ حرٌّ لنظل نستطيع أن نطلب المساعدة. إن لدينا إرادة حرة، ومدمن المخدرات لديه إرادة حرة أيضاً. إن مدمن المخدرات قد لا تكون لديه القدرة على أن يتحرر من عادته، ولكنه يستطيع أن يسير ولو متعثراً إلى مركز لإعادة التأهيل، ويسقط على ركبتيه ويقول "ساعدوني". بعض الناس يميزون بين الإرادة الحرة والمحايدة أخلاقياً (وهذه غير كتابية)، والتي لدينا، هذه التي تُسمى التفويض الحر. أناسٌ آخرون وخاصة مسيحيين في الكنيسة الأولى، يستخدمون العبارة "الإرادة الحرة" ليشيروا إلى مفهوم كتابي.

باختصار، إن الله عيننا مسبقاً، ونحن أيضاً نمتلك إرادة حرة، وعلى الأرجح مفهومة. قبل بدء الزمن، اختيار الله لأولئك الذين سيذهبون إلى السماء لم يكن اختياراً أعمى عشوائياً أو نزوياً، بل إن كل يوم في حياتنا قد كُتب في سفر الله (مزمور 139: 16) إذ أنه اختارنا.

 

س: في أفسس 1:4- 5، بما أننا معينون مسبقاً للخلاص بحسب مسرة مشيئة الله، فماذا عن مشيئة الله ومسرته نحو أولئك الذي قُدِّر لهم أن يهلكوا في الجحيم؟

ج: إن الحالة مشابهة لحالة صديق جورج واشنطن في يوم من الأيام، فذلك الصديق كان قد حُكِم عليه بالشنق بتهمة الخيانة. لقد كان واشنطن يحب صديقه، ولم يكن ليريد أن يراه يموت، ومع ذلك فإن جورج واشنطن كان أيضاً يريد أن يرى العدالة وقد أخذت مجراها، فلم يحاول أن يتدخل في ذلك الحكم العادل على ذلك الإنسان لأجل خياراته.

 

س: في أفسس 1: 4- 13، قبل أن يبدأ الزمان كان الله قد عرف مسبقاً مَنْ سيخلصون ومَنْ لن يخلصوا. فلماذا يحتاج، إذاً، إلى أن يعيننا مسبقاً لنكون "متبنّين كأبناء له بيسوع المسيح"، والذي يبدو كأنه زائدٌ عن الحاجة؟ ما أقصده هو ما يلي: بما أنه يعرف ما الذي سيحدث (لأنه يوجد خارج الزمن)، فما من حاجة للتعيين المسبق لديه. أفما كانت الأحوال والأمور لتحدث بشكل أو بآخر لو لم يعين لها مسبقاً أن تحدث هكذا؟ ولماذا لا تكون المعرفة المسبقة كافية وافية؟ لعل التشويش الذي يصيبني يأتي من فهمي لكلمة التعيين السابق. آمل أنكم تفهمون أين أجد مشكلة في فهم هذا المفهوم.

ج: إن تعيين الله المسبق لنا فيه على الأقل ثلاثة جوانب:

1- بالأساس إن الاختيار لمن سيخلُص يعود لله، وليس لنا.

2- إن الله يعمل كلّ الأشياء معاً لأجل خير الذين سبق وعينهم (انظر رومية 8: 28). بمعنى آخر، إن حياتنا هي عملية تهيئة "للسماء".

3- إن الله يعدّ مكاناً لنا في السماء أيضاً. قال يسوع أن في بيت أبيه منازل كثيرة. ولكن لن تكون هناك منازل فارغة في السماء، وما من أحد في السماء سيفشل بأن يكون له مكان مُعدٌ من قِبَلِ الله.

والبعض أعطى هذا التشبيه. لعلّ بوابات السماء كُتِبَتْ عليها كتاباتٌ محفورة. من جهة الخارج تقول: "لكل من يشاء"، وعلى الجانب الداخلي كُتِب: "أهلاً بكم يا من اختِرتُم منذ تأسيس العالم". فمن جهةٍ، لا تكونوا مثل الكثير من الكالفينيين الذين يقولون أنه بما أن الله يتخذ الخيارات، فإن دورنا هو أن نكون منفعلين فقط كمثل دمية. ومن جهةٍ أخرى لا تكونوا مثل بعض الأرمينيين وتفكروا أنه بما أننا نأخذ الخيارات فإن دور الله هو أنه مجرد قاضٍ منفعل فقط. إن الروح القدس يعمل بشكل فعال في حياة الناس، والآبُ يُدني الناس إليه، وإلا فما من أحد سيخلص أبداً.

هناك تعبير لاهوتي يشير إلى الخيار الحر الطوعي عند الناس لشيء ما، ومع ذلك يختار الله أن يستخدموا خيارَهم. إنه يُدعى "التزامن". يمكن للناس أن يدافعوا عن فكرة أنه سواء إن كان الله يعرف مسبقاً كل شيء وفقط يحدد مصير كل شيء استناداً إلى سابق معرفته، أو كان الله من البداية يقدّر مسبقاً كل شيء ويعلم مسبقاً بنهاية الأمر. في كلا المكانين، حيث تُستعمل كلتا الكلمتين من الناس، إن المعرفة المسبقة هي الأولى. وعلى كل حال ليس من حاجة لأن نقول أن الله مقيّدٌ أن يفعل دائماً بحسب ترتيب الأولى قبل الثانية. فكلا المسألتين يمكن أن تكونا في نفس "الوقت"، من منظار الله السرمدي.

 

س: في أفسس 1: 4- 5، أعطنا بعض الأفكار الكالفينية المفيدة عن الإرادة الحرة؟

ج: رغم أني لست كالفينياً إلا أنني أستطيع أن أقدّر بعض المفاهيم المحددة التي طرحَتْها الكالفينية. لا بد أيضاً أن نذكر أن هناك كالفينيين آخرين قد لا يوافقون على هذه المفاهيم أيضاً.

السر: توضح لورين بويتنر: إن لدينا تفويض حر (ولكن ليس إرادة حرة) كمثل سمكةٍ ذهبية أن تسبح بشكل حر في زبدية. "إن التعيين المسبق والتفويض الحر هما عمودين توأمين في هيكل عظيم، ويلتقيان فوق أعالي السحب حيث لا يمكن للعين البشرية أن تصل. أو من جديد، قد نقول أن التعيين السابق والتفويض الحر خطان متوازيان، وبينما لا يستطيع الكالفينيون أن يجعلاهما يتحدان، فإن الأرمينيين لا يستطيعون أن يجعلاهما يتقاطعان". (ص 222).

الأحكام الاختيارية: قال تشارلز هودج من كلية برينستون اللاهوتية: "إن الله لا يصدر أمراً بفعل شيء، أو يجعل الآخرين يفعلوا ما لا يريده. لعله، كما نرى أنه يفعل، يأمر بأن يُسمَح بما يمنعه. إنه يسمح للناس أن يخطئوا، رغم أن الخطيئة محظورة". (أطروحة كارت دانيال، ص 230). وفي كتابه "مختارون من الله" ص 97 يكتب ر. س. ي. سبرول: "الله (قضى بالسقوط بمعنى أنه اختار أن يسمح به، ولكن ليس بمعنى أنه اختار أن يُكْرِه عليه".

التزامن: يقول لويس بيرخوف: "يمكن تعريف التزامن بأنه تعاون قدرة الله مع قدرات كل التابعين، بحسب نواميس الفعل السابق تأسيسها، جاعلة إياهم يسلكون أو يتصرفون تماماً كما يفعلون". ويضيف كيرت دانيال ص 201: "أنه (الله) يسلك، بأمور الطبيعة ومن خلالها".

أحكام التبعية: لم يفرض الله بشكل فعال كلَّ شيء على نحوٍ مستقل. فكما يذكر و. د. سميث وتشارلز هودج، بينما فعلُ الخير قد تنتج عنه ردودُ أفعال شريرة من قِبَلِ أناس أشرار، فإن ردود الأفعال الشريرة لا تنسب إلى الله، رغم أن الله يأخذها بالحسبان أيضاً في مخططه. كمثل صانع أفلام عالمي كوني، فرض الله بشكل فعال عدداً من الأحداث المحددة وجعل الفيلم يأخذ مجراه. بعد مشاهدة عرض أولي لعدد من "اللقطات المصورة"، عين اللقطة التي كانت تسره أكثر. إن كنا نستطيع أن نلغي ونحذف من أشرطة الفيديو كما نشاء ونرغب، أفلا يستطيع الله أن يفعل نفس الشيء؟

التفاعل: بالدمج بين التفسيرات السابقة، يأتي الحلُّ التالي غيرُ الكالفيني عن السيادة والحرية. لا يمكننا أن نرجو معرفة كل شيء عن عمل الله (سر بويتنر)، ولكن يمكننا أن نتعلم ما هو معلن في توازن الإقحامات العامة في الكتاب المقدس بدون نكران تفاصيل أية آية. إن الله كانت لديه إرادة مقضية (كما في أحكام بينك)، وإرادة اختيارية (كما في أحكام هودج)، وإرادة مأمورة (أي على الجميع أن يطيع الله). إن إرادة الله في أمور كثيرة متفاعلة مع إرادتنا (كما في مفهوم التزامن عند بيرخوف) إلى الحد الذي يرغب به الله. لعل أكثر أحكام الله إذهالاً وعَجَباً هو معيار الحرية، بالمسؤولية الموافقة له. فبينما الله لا يرغب، أو يفرض، أو يشاء الشر بشكل مباشر، إلا أنه يسمح بالشر (كأحكام تبعية) كنوع من "المتطفل الوجودي" والذي يكون جزءاً من مخططه لإنجاز أحداثه، التي تشمل الناس الذين يختارون بحرية وطواعية أن يحبوه.

على كل الكالفينيين أن يقتبلوا بقلوبهم ما قاله الكالفيني فرانسيس شايفر في كتابه "الكنيسة في نهاية القرن العشرين": يُمكننا أن نُمجد اللّه, وكِلا العهدين القديم والجديد يقولانِ أنّه يُمكننا حتّى أن نجعلَ اللّه يحزن. وهذا أمرٌ مريع" (تسابيح لأجلِ شعبِ اللّه, رقم 364).

كما قال يسوع في متى 23: 37: "يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا". إن الله يمكن أن يحزن بسبب إرادتنا.

 

س: في أفسس 1: 7، لماذا يؤكد الكتاب المقدس على الدم بشكلٍ كبير؟

ج: ذلك لأن دم يسوع هو في غاية الأهمية. إن دمه ثمينٌ جداً لنا، لأن إهراق يسوع لدمه النقي على الصليب من أجل خطايانا قد دفع ثمن ذهاب الناس إلى السماء.

 

س: في أفسس 1: 11 وأمثال 16: 4، 33، كيف تعمل كل الأشياء في انسجامٍ وتوافقٍ حسب قصد مشيئة الله؟

ج: بينما يستطيع كل شخصٍ أن يرى كيف أن الله يستطيع أن يستخدم الأشياء الصالحة الجيدة لأجل مجده، فإن الله لا يعتذر عن استخدام الأشياء الشريرة أيضاً. انظر الجواب في تكوين 45: 8 من أجل المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع. وفيما يلي بضعة طرق يستطيع الله بها أن يستخدم الشر.

1- لينجز مهمةٍ محددةٍ خارجية (تكوين 45: 8؛ أعمال 2: 23).

2- لينجز تغييراً داخلياً في القلب (قضاة 3: 7- 8، إلخ.).

3- كتحذيرٍ للآخرين (لوقا 13: 1- 5).

4- كوسيلةٍ لتدمير شر آخر (حَبَقوق 1).

5- ليصقل إيماننا (1 بطرس 1: 6- 7).

6- ليساعدنا لكي نموت عن الخطيّة (1 بطرس 4: 1).

7- ليمتحن إيماننا/ وينشئ فينا مثابرةً (يعقوب 1: 2- 4).

8- ليس لأجلنا نحن، بل لأجل الآخرين (كولوسي 1: 24).

9- ليكون علامة لغير المؤمنين (فيلبي 1: 28؛ يوحنا 9: 1).

10- يأتي فقط عندما يؤمن المسيحي (2 تيموثاوس 3: 12؛ فيلبي 1: 29).

11- ليري الشيطان والآخرين نوعية حياتنا (أيوب).

12- أحياناً يمكننا أن نرى أنه ليس هناك أسباب سوى لأن مثابرتنا ستمجد الله (انظر أيوب 1: 8- 12؛ 2: 2- 6).

 

س: في أفسس 1: 13، بما أننا صرنا في المسيح عندما سمعنا الإنجيل، فكيف كنا نحن فيه قبل بدء الزمن كما تُعلِّمنا الآية في أفسس 1: 4، وفي المستقبل كما في عبرانيين 9: 29؟

ج: يشير الكتاب المقدس إلى أن الله سرمديٌ أي خارج الزمن وأيضاً داخل الزمن. فبالنسبة إلى الإله السرمدي، الجواب هو الثلاثة مجتمعةً: الماضي، والحاضر، والمستقبل.

كتب شاك سويندول كتيِّباً عبارة عن دراسة كتابية رائعة عن الخلاص مناقشاً هذه الجوانب.

مفاهيم المعرفة المسبقة الماضية والتعيين السابق: قبل أن يبدأ الزمان، فإن الله عرف النهاية من البدء وعرف كلَّ أيامنا (مزمور 139: 16)؛ أشعياء 44: 7؛ أفسس 1: 4؛ تيطس 1: 2).

جوانب الحَدَث الحالي: عندما سمعنا كلمة الحق، ودعونا الرب (لخلاصنا) (رومية 10: 9- 10)، أصبحنا خليقةً جديدةً (2 كورنثوس 5: 17). وتظهر الآيات في عبرانيين 4: 2 وأعمال 10: 44 أيضاً الجوانب الحاضرة.

جوانب الحاضر المستمر: إذ نُعمِل في حياتنا الخلاصَ الذي فينا، فإن الله يقوم بعملية تحويل لحياتنا. (فيلبي 2: 12- 13؛ 1 بطرس 2: 2؛ عبرانيين 3: 14؛ 4: 11؛ 6: 11).

جوانب الرجاء المستقبلي: إننا نتطلع إلى إكمال خلاصنا (عبرانيين 9: 15، 28؛ رومية 8: 23- 25؛ 1 بطرس 1: 4- 5، 9، 13؛ 1 كورنثوس 15: 50- 53؛ 2 كورنثوس 5: 5).

 

س: في أفسس 1: 14 و 2 كورنثوس 1: 22، بما أننا مضمونين ومختومين بالروح القدس، فلماذا يتراجع بعض الناس؟

ج: أن تكون مسيحياً ليس أمراً سهلاً. هناك عددٌ من الأسباب تجعل الناس يتراجعون.

1- بعضهم لم يكونوا أبداً مسيحيين حقيقيين بالدرجة الأولى (1 يوحنا 2: 18- 19؛ أعمال 8: 19- 23).

- فيمكنهم أن يخدعوا الآخرين (متى 7: 15؛ 24: 11).

- يمكنهم حتى أن يخدعوا أنفسهم باهتداءٍ ظاهريٍ زائف. (متى 7: 21- 23).

2- بعض المسيحيين الحقيقيين يتراجعون، ولكنهم يعودون ويرتدّون إلى الله. المسيحيون الحقيقيون سيثابرون ويصبرون.

3- المسيحيون الحقيقيون يختلفون حول ما إذا كان المسيحي الحقيقي يمكن أن يتراجع وألا يعود، ويهلك في الجحيم إلى الأبد. الآيات التي يستخدمها البعض ليُظهِر أن المسيحيين يمكن أن يتراجعوا تشتمل على عبرانيين 6: 4- 9؛ 10: 26- 32؛ 2 بطرس 2: 17- 22. والآيات التي يستخدمها بعض المؤمنين ليظهروا أن المسيحيين الحقيقيين سوف يثابرون دائماً وأبداً ولن يخسروا خلاصهم هي الآيات 1 يوحنا 5: 13- 14؛ رومية 8: 29- 39؛ يوحنا 10: 28- 29.

 

س: في أفسس 1: 17، لماذا يحتاج أهل أفسس لأن يُعطَوا روح الحكمة والإعلان، إذ أن جميع المؤمنين يكون الروح القدس لتوِّه في داخلهم كما تقول الآية في رومية 8: 9- 11؟

ج: إن جميع المسيحيين الحقيقيين لديهم الروح القدس، ولكن الله لا يزال يأمر المسيحيين الحقيقيين بأن يمتلئوا بالروح القدس. جزء من هذا يشتمل على أن يمتلئوا بالحكمة والإعلان.

 

س: في أفسس 1: 20، عبرانيين 8: 2، 10: 12؛ أعمال 2: 25؛ 7: 56، وغيرها، كيف يكون يسوع جالساً عن يمين الله؟

ج: على يمين الله كانت عبارةً ترمز إلى المكانة التي تُعطَى للضيف ذي الشرف والكرامة العظيمين، كما تُظهر لنا الآية في مزمور 110: 1.

 

س: في أفسس 1: 21- 22، وبما أن المسيح فوق كل شيء، فهل المسيح فوق الله الآب أيضاً؟

ج: إن 1 كورنثوس 15: 26- 28 تجيب على هذا بالتأكيد على أن المسيح هو فوق كل شيء، ومع ذلك فمن الواضح أن "كل شيء" لا تشتمل على الله نفسه.

 

س: في أفسس 1: 23، بما أن الكنيسة هي جسد المسيح وملء المسيح، فهل ينبغي على المسيحيين أن يُبَجَّلوا كما يبجِّل القداس الكاثوليكي عناصرَ عشاء الرب؟

ج: لا. إن الناس لا يُفتَرَض بهم أن يُعبَدوا، كما أن الخبز والخمر لا يُفترَض أن يُعبَدا. إن العبادة هي لله وحده.

 

س: في أفسس 1: 23، هل تستطيع الكنيسة بشكلٍ أو بآخر أن تُعتبَر جزءاً من الثالوث القدوس؟

ج: لا. إن حياتنا الأبدية الحالية والمستقبلية يحفظها الله. إنه يشاركنا بأشياء كثيرة، وكل المؤمنين، (ذكوراً وإناثاً) يُدعَون أولاد الله، ولكننا سوف لن نكون آلهة، ولن نُعبَد.

 

س: في أفسس 2: 1، 5، كيف نكون أمواتاً بالخطايا والذنوب؟

ج: جميعنا كنا أموات على الأقل من ثلاث نواحي: قضائياً، وروحياً، و بطريقةٍ أقل البِلى الجسدي.

قضائياً: إننا أموات كما المجرمين المدانين الذين يتقرر إعدامهم في اليوم التالي. انظر أيضاً السؤال على كولوسي 2: 13.

روحياً: بينما غيرُ المؤمنين يبقَون قادرين على القيام ببعض الأشياء الصالحة نسبياً (متى 7: 10- 11؛ لوقا 6: 32- 34)، فإن موتنا الروحي كاملٌ تماماً، حتى أنه ما من أحدٍ يمكن حتى أن يأتي إلى الله ما لم يقرّبه الآبُ إليه (يوحنا 6: 44) والروح القدس يعمل في حياة غير المؤمن (يوحنا 16: 8- 11). إضافةً إلى ذلك، كمسيحيين، إن المسيح لا يزال يُحتَاج إليه ليحفظ خلاصَنا (يهوذا 24؛ رومية 8: 29- 39). فلنسبِّح الرَّب على عمله المتواصل.

البِلى الجسدي: الطريقة الثالثة هي أن لدينا جميعاً "مرض" الفنائية، وكل مرة تتحسن أجسادنا أو تصح بعد وباء أو مرض، فما ذلك سوى تأجيلٌ للموت.

 

س: في أفسس 2: 2، من هو رئيس سلطان الهواء، ولماذا يحكم؟

ج: إن رئيس سلطان الهواء هو الشيطان. منذ سقوط الإنسان، صار الشيطان رئيس هذا العالم (يوحنا 16: 11). إنه ليس مَلكاً. إن الشيطان هو إله هذا الدهر (2 كورونثوس 4: 3)، ورئيس سلطان الهواء. إن العالم بجملته هو تحت سيطرة هذا الشرير (يوحنا 5: 19). وكما تقول "الرسالة إلى برنابا" (100 م): "إن الله بالفعل هو الرب وإلى أبد الآبدين، ولكن الشيطان هو رئيس هذا الدهر الآثم". (الفصل 18). أنظر أيضاً النقاش حول رومية 8: 19- 22 لمزيد من المعلومات.

        

س: في أفسس 2: 3، لماذا كنا كلنا "أبناء الغضب"؟

ج: أولاً أذكر السببين عن كوننا جميعاً قد كنا عُرضَةً لغضب الله، ثم أذكر مؤهلين. سببان هما ما فعلناه وما نحن عليه.

ما فعلناه: رومية 3: 23 تقول أن الجميع خَطِئوا وأعوزهم مجد الله.

ما نحن عليه: رومية 3: 10- 20 تقول أن الجميع زاغوا والجميع غير مُستحقين. وفي معزِلٍ عن الله لا شيء صالحٌ ولا أحد يفعل الخير.

هناك أيضاً شيئان لا يُعرِّضان غير المؤمنين إلى المزيد من الغضب وهما:

خطيئة الأجداد: إنَّ الأولاد ليسوا مُذنبين بسبب خطيئة الآباء (أو السَلَف) كما نرى في حزقيال 18؛ وتثنية 24: 16. إنَّ الأولاد أو الأحفاد ربما يعانون أو يتحملون اللعنات والتبعات السيئة، ولكن ما من أحد يتعذب في الجحيم يستطيع أن يقول "ما عدا ذلك ليس لي خطيئة: لقد لُفِّقَت التهمة لي".

الخطيئة غير المقصودة: إن الخطيئة لا تُحسب عندما لا يكون هناك ناموس (رومية 4: 15؛ 5: 13). إن الجهل بالناموس لا يجعلنا أبرياء دائماً. بل عندما يتبين أننا قد خالفنا الناموس بدون قصد، وأننا لم نَتُبْ على فعلنا ذلك، فعندها نُبرهن أننا كنا سنخالف ناموس الله عن عمد لو كنا نعرفه مسبقاً. إن المسيحيين غير الأوغستينين يعتقدون بأنَّه لا يجب أن نرى الله غاضباً للغاية على كلِّ طفلٍ يُولد، أو أنه يُريدنا أن نُعذِّب الأطفال المقدَّر لهم الهلاك في الجحيم لسبب وحيد هو أنَّه (الله) قد اختار أن يخلقهم بطبيعة خاطئة لكونهم نسل آدم.

على كل حال، عندما يدرك المرء أنه خاطئ ولا يريد أن يتغير، فإنه يكون مُذنباً بإثم عدم رغبتهِ في أن يسمح لله بأن يغيّره. فلا يُعتبر مسؤولاً عن أنه وُلِدَ بطبيعة خاطئة، بل يُعتبر مسؤولاً عن عدم رغبتهِ في أن يتغير أو يتحول عن تلك الحالة الأوليَّة التي كان عليها.

 

س: في أفسس 2: 3 ورومية 9: 22، هل كان الجميع عُرضة للغضب، أم أن البعض فقط هم عُرضة للغضب كما نرى في رومية 9: 22؟

ج: إن الآية التالية، أفسس 2: 4 تجيب على هذا السؤال. إن الجميع (بما فيهم بولس) كانوا عُرضةً في الماضي والحاضر لغضب الله. ولكنَّ كثيرين تحولوا، وفي نظر الله ما عادوا عرضةً لغضبه.

 

س: في أفسس 2: 5- 8، هل نخلص بالنعمة وحدها، أم بالإيمان والأعمال كما يَرِد في يعقوب 2: 14- 24؟

ج: إن لغة أفسس دقيقة محددة: "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ". لاحظوا النقاط التالية:

1- إنه بنعمة الله- وليس اعتماداً على أنفسنا.

2- إنه بالإيمان- وليس بفضل أهليتنا أو من ذاتنا.

3- إنه عطية الله- وليس بفضل أعمالنا.

4- نحن مخلوقون (ومخلّصون) لأجل الأعمال الصالحة.

كما قال لي أحد المسيحيين الهنود، إننا لا نَخلصُ بالخدمة، بل نَخلصُ لنخدم.

إن أسرع طريقة لتفسير ذلك هي: أفسس 2: إذ يُرينا أننا نَخلصُ بالنعمة بالإيمان الحقيقي وحده، ويعقوب 2 تُرينا أن الإيمان الحقيقي لا يوجد لوحده، ولكن يتم التعبير عنه من خلال أعمالنا. غلاطية 5: 6 تقول أن ما يُؤخذ بعين الإعتبار هو "الإيمان الذي يُعبِّر عن نفسه بالمحبة". انظر أيضاً حول السؤال التالي والنقاش حول يعقوب 2: 14– 25.

 

س: في أفسس 2: 5- 8، كيف تتفاعل النعمة والإيمان والأعمال؟

ج: يمكن للمرء أن يرى بعض الجوانب الأساسية من الخلاص بطرح الأسئلة: من، وماذا، وكيف، ولأجل ماذا، ولماذا.

من: "الله" خلصنا. تحديداً، ليس "نحن" أو "الله+نحن" (أفسس2: 8؛ 2 تيموثاوس 1: 9).

ماذا: مُخلصون بنعمة الله بإيماننا. (عبرانيين 4: 2؛ أفسس 2: 8). تحديداً ليس بأعمالنا أو أي شيء يمكن أن نفتخر به (أفسس2: 8- 9).

كيف أُعطي: نعمة الله أُعْطِيَت بيسوع الذي مات على الصليب ليكِّفر عنَّا ويفتدينا (عبرانيين 2: 17؛ 1يوحنا 2:2) وليكونَ فِدية عن خطايانا (متى 20: 28؛ مرقس 10: 45؛ 1 تيموثاوس 2: 6؛ عبرانيين 9: 15).

كيف اقْتُبِلَ: نعمة الله يجب أن تكون مترابطة مع إيماننا (عبرانيين 4: 2؛ رومية 10: 10). حتى إيماننا هو لا شيء ننتفخ أو نتفاخر به، إذ حتى ذلك مُعطى لنا بالرَّوح القدس (أفسس 2: 8؛ يوحنا 16: 8- 11).

لأجل ماذا: لكي نقوم بأعمال صالحة (أفسس 2: 10)، ولأن الله يُحبنا (يوحنا 3: 16) ولأنه يُريدنا أن نُظهِرَ لطفَهُ نحونا (أفسس 2: 7).

لماذا: لأسباب عديدة فيما يلي بعض منها: لإظهار لطفهِ (أفسس 2: 7) ولأننا عملهُ (أفسس 2: 10) ولأنَّه يحبُّ العالم (يوحنا 3: 16)؛ ولأن هذا هو هدفهُ بالذَّات ونِعمتهُ، وليس لأجل أي شيء قد فعلناه (2 تيموثاوس 1: 9).

لمناقشة الجواب على سؤال "متى"، انظر السؤال على أفسس 1: 13.

 

س: في أفسس 2: 5- 8، ما هي الجوانب الرئيسية للخلاص؟

ج: هي ذي إحدى الطرق للنظر إلى الخلاص:

1- إن الله يُعطينا نعمة لسنا مُستحقين لها (أفسس 2: 8- 10؛ تيطس 3: 4، 7).

2- يجب أن نؤمن ونتوب (أفسس 1: 13؛ رومية 10: 9- 11).

3- روح الله يحيا فينا. (رومية 8: 9- 11)؛ (يوحنا 14: 15- 18؛ 1يوحنا 3: 24؛ أفسس 2: 22؛ تيطس 3: 6).

4- الإيمان بدون أعمال الحياة المتحولة هو مَيِّت (يعقوب 2: 14- 20؛ 1 يوحنا 2: 6- 15؛ 1 يوحنا 3: 5، 6، 9؛ تيطس 2: 11، 14؛ 1 كورونثوس 6: 9- 11، 19).

5- الله يَحفظ خاصَّتَهُ المُختارين (يوحنا 10: 28- 29؛ رومية 8: 28-29؛ أفسس1: 13- 14).

 

س: في أفسس 2: 6، هل هذا الوعد بإجلاسنا معه في السماويات على العرش يشير إلى أننا سنملك مع المسيح على الأرض لألف سنة، أم فيما بعد إلى الأبد؟

ج: ربما يُشير إلى كلا الأمرين. ولكن أفسس 2: 6 تَقول أننا سوف نجلس مع المسيح "في السماويات"، ولذلك فإن معناها الرئيسي على الأرجح هو أبدي. بغض النظر عن ذلك، لنُسَبِّح الله ونمجده لأننا سنكون مع المسيح إلى الأبد.

 

س: في أفسس 2: 8، إلامَ يُشير الضمير في عبارة "هو عطية الله"؟

ج: بعض الناس يقولون "النعمة"، والبعض يقول "الإيمان". ولكن كلا هذين مؤنث من ناحية القواعد بينما "هو" ضمير مُحيّر قواعدياً، فعلى الأرجح أن "هو" يُشير إلى الجملة السابقة، التي تتحدث عن كل مفهوم الخلاص.

 

س: في أفسس 2: 12- 13، في زمن العهد القديم، هل كان محكوماً على "الأَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ" بالهلاك في الجحيم، بدون أي فرصة للخلاص؟

ج: لا. فأيوب وإبراهيم وإسحق ما كانوا إسرائيليين، وهم يُظهرون أن الله يمكن أن يكشف نفسه كيفما شاء. وحتى بعد أن أُعطي الناموس لموسى، نجد أن راحاب وراعوث كانتا غير إسرائيليتين ومع ذلك فقد خلصوا. على كل حال، إن جميع الذين يخلصون، حتى في زمن العهد القديم، إنما يَخلصون بيسوع المسيح (1 كورنثوس 10: 4؛ 1 يوحنا 2: 2؛ عبرانيين 2: 9؛ 1 تيموثاوس 2: 6). طالما أنَّ الشخص يرفض يسوع الحقيقي، وكما تُرينا الآيات في (يوحنا 8: 24 وأعمال 2: 37- 40)، فإنه ليس لديهم أية إمكانية أخرى للخلاص.

 

س: في أفسس 2: 15، كيف خَلَقَ يسوع الإثنين في نفسه إنساناً واحداً؟

ج: بدلاً أن يكون هناك يهود وأمميين في عيني الله، صار هناك الآن المسيحيون فقط في كنيسته.

 

س: في أفسس 2: 16- 18، من هم "الإثنين" هنا؟

ج: إن "الإثنين" هنا تشير إلى اليهود وغير اليهود الذين لديهم جميعاً إمكانية الدخول إلى الله بيسوع المسيح.

 

س: في أفسس 2: 20- 21، بما أن الكنيسة مَبنيَّة على الرسل والأنبياء فهل نحتاج إلى رسل وأنبياء اليوم؟

ج: لسنا في حاجة إلى حضورهم, ولكننا نحتاج إلى كلماتهم اليوم. ولهذا السبب فإن الكتاب المقدس هو في غاية الأهمية بالنسبة إلى المسيحيين.

 

س: في أفسس 2: 20-21, بما أنّ يسوع هو حجر الزاوية الرئيسي, فهل نحتاج إلى رجلٍ ليُمثّلَ يسوع المسيح فيحكم كنيسة الله اليوم؟

ج: من المحتمل أنّ هناك عدة أسباب يرى فيها البعض أنّ هناك حاجة إلى وكيل أو ممثل للمسيح على الأرض. يَحسُن بنا أن نُنقِصَ من الأشياء السيئة التالية:

1- الهرطقة.

2- ألا ننضم إلى ديانات روحانية زائفة.

3- التكرّس إلى الآخرين إضافة إلى الله.

4- الركود الفكري (كوبرنيكوس, وغاليليو).

5- قتل وتعذيب المسيحيين الحقيقيين.

6- قتل وتعذيب الناس عموماً.

7- الاعتراف بشرعية القادة غير الأتقياء.

8- عقائد إضافية بشرية تُتّخذ وكأنّها إلهية.

وحسنٌ أيضاً أن نُحسّنَ ما يلي:

1- أن نكون مثالاً روحياً مُشرقاً للعالم.

2- تشجيع المزيد من الدراسة للكتاب المقدس.

3- الوحدة المسيحية (بما فيها عدم اضطهاد المسيحيين).

لقد حاول المسيحيون في أوروبا الغربية هذا لألفِ سنة؛ والتجربة دُعيت "الكنيسة الكاثوليكية". وبدلاً من تقليل هذه الأشياء, إلاّ أنّها قد زادَتْها. أمرٌ واحدٌ جيدٌ كان بنتيجة خبرة الكنيسة الكاثوليكية هو ما يلي: يُمكننا أن نتعلم من أخطاء الماضي, ونرى مخاطر ترْكِنا لبساطة اتباع المسيح كما تُعلّمنا الآيات في 2 كورنثوس 11: 2- 4.

قد يُجادل شكوكيٌّ قائِلاً بأنَّ الكنيسة الكاثوليكية بمجملها كانت مجرّد خدعة لتُحققَ عن عمد ما جاء في (1 تيموثاوس 4: 1-5). أترك الأمر للكاثوليك ليُجيبوا على هذه التُّهمة الباطلة.

 

س: في أفسس 2: 20- 21, كيف تُبنى الكنيسة على أساس الرُسل والأنبياء, ويسوع المسيح هو حجر الزاوية الرئيسي؟

ج: إنَّ المسيح هو الرأس الحقيقي الوحيد للكنيسة. معرفتنا بالله تستندُ على تعاليم الأنبياء الذين في العهد القديم, والرُسل, وكتَبَتهم, في العهد الجديد.

 

س: في أفسس 2: 21, أين يُمكن أن توجد الكنيسة الحقيقية؟

ج: الكنيسة الحقيقية ليس بالضرورة أن تكون حيثُ ينظر العالم. طالما أنّ الناس تبحثُ عن "إنسانٍ مجرَّد" كرئيس للكنيسة الحقيقية فإنّهم سوف لن يروها. إنّ الكنيسة الحقيقية يرأسُها يسوع المسيح كحجر الزاوية (أفسس 22). الكنيسة الحقيقية ليست مبنية من حجارة أو قرميد, بل مبنية من المؤمنين (1 بطرس 2: 5). ولذلك فإنّ الكنيسة الحقيقية تتكوّن من مسيحيين حقيقيين من كلِّ طائفةٍ قد وضعت إيمانها في المسيح يسوع. عند الحديث عن الكنيسة الحقيقية, يُمكننا أن نتحدث عن "الكنيسة الظافرة" (أي المؤمنين الذين هم الآن في السماء) و"الكنيسة المجاهِدة" (أي المؤمنين الذين لا يزالون يناضلون دفاعاً عن إيمانهم على هذه الأرض).

لسوء الحظ, أحياناً يُركّز المسيحيون على طوائفهم لدرجة أنّهم لا يعودون يرون ذلك. عندما أشكُّ في إيمان أحد المسيحيين الذين يُبدون هكذا تعصب, فإنّي أسأله من أيِّ طائفةٍ هو. عندما يجيب أنه من الطائفة الفلانية, أقول له: "هل تعلم إذا كان هناك مسيحيون من هذه الطائفة في السماء؟ وهل تعلم إذا كان هناك معمدانيون في السماء؟ لسنا نعلم ذلك. ولكننا في السماء فقط بيسوع المسيح, وليس من خلال أية هيئةٍ أو منظمةٍ أو طائفة".

إنّ الأكذوبة, بأنّ المؤسسة هي أكثر أهمية من العلاقة الشخصية مع المسيح, هي إحدى الأدوات التي تستخدمها البدع مثل المورمونيين وشهود يهوه لتحويل روّاد الكنيسة عن الإيمان الحقيقي إلى إنجيلهم الزائف الكاذب.

من جهةٍ أخرى, لا أقول أنّ التجمع والتنظيم لا يهم. إنّ العبرانيين 10: 25 تأمرنا ألا نُهمل الإجتماعات معاً.

هناك بعض التشعبات لما قلتُ للتو. يمكن للناس أن يُجمَّعوا من الناحية اللاهوتية, ولكن طالما أنّهم على صواب في الأمور الأساسية (كما تُحذرنا الآيات في 1 كورنثوس 15: 1- 4), ونعرف يسوع, فإنّ على كل المسيحيين أن "يَقْبَلُ أحدُهم الآخر كما قبِلَنا المسيح......" (رومية 15: 7). إنّ المسيحيين الحقيقيين يمكن أن تكون لديهم آراء مختلفة متداخلة عن يوم السبت (رومية 14: 5), أو عن نظام الأكل (رومية 14: 2- 3). يُمكن حتّى أن يفعلوا أشياء خطيرة, كمثل التساهل مع شخصٍ فاسق غير أخلاقي في وسطهم (رؤيا 2: 20), أو رجل يعيش مع زوجة أبيه (1 كورنثوس 5: 1). ويُمكن أن يكونوا مأخوذين بمسائل جديّةٍ جداً مثل التشريعية والناموسية (غلاطية 3: 1). ومع ذلك فحتى المسيحيين العُصاة يبقون مسيحيين تحت تأديب الله.

 

س: في أفسس 3: 1, لماذا قال بولس أنّه كان أسير المسيح بدلاً من أن يقول أنّه كان أسيراً في روما؟

ج:كان يُمكن أن يُنظر إلى بولس عن كثب من قِبَل الجنود الرومان الذين يحرسونه فيرون أن السبب المباشر في سجنه كان الشر في روما. ولكنَّ بولس, وإذ ينظر إلى الصورة من منظارٍ أوسع, يرى أنَّ الهدف النهائي من احتمال سجنه كان تمجيد يسوع المسيح مُخلّصنا. عندما تنظر إلى ظروف غير سارّة, فسواء من ناحية الإضطهاد أو مجرّد تحمل ما يُلقيه هذا العالم الساقط في طريقنا, هل تركز على السبب المباشر أم أنك تسعى إلى جعل الهدف النهائي هو تمجيد يسوع؟

 

س: في أفسس 3: 3 لماذا استخدم بولس هذه الكلمة "سر", عندما كانت هناك ديانات أسرارية وثنية؟

ج: إن السر هنا يُمكن أن يُعتبر شيئاً خاصاً, سرّاً يجب اختباره وسبر أغواره, وليس شيء يُسمع علانيةً. لقد "اقتبس" بولس هذا المعنى الذي كانت الديانات الوثنية تستخدمه, وعلى الأرجح أنه استخدم هذه الكلمة عن عمد, كتضاد لما كان يعلّمونه.

 

س: في أفسس 3: 4-6, بما أن الناس في الأجيال السابقة كانوا غير قادرين على أن يسمعوا عن المسيح, فكيف أمكن لأي أحد في زمن العهد القديم أن يخلص؟

ج: نعم. على المستوى الأساسي, ليس من شيء نسمعه أو نؤمن به أو نفعله يُخلّصنا؛ ولا حتى الإنجيل نفسه يُخلّصنا. إن الله هو الذي يُخلّصنا. الله يستطيع أن يُخلّص كلَّ من يشاء, ولكننا نعلم أن الله رحوم, ومع ذلك عادلٌ بارٌ وقدوس.

 

س: في أفسس 3: 8, لماذا يكون بولس أصغر جميع الرُسل (القديسيين)؟

ج: لقد أعطى بولس سببين على تفكيره هذا:

1- أولاً أنه كان آخر من ولِد بشكل غير سوي (1 كورنثوس 15: 8).

2- والسبب الثاني والأكثر أهمية, وإن بولس اعتاد أن يضطهد كنيسة الله. (1 كورنثوس 15: 8؛ 1تيموثاوس 1: 13). لقد ذهب حتى إلى أبعد من ذلك بكثير: فتحوّل من قاتلٍ إلى رسول.

 

س: في أفسس 3: 8, بما أن "غنى المسيح لا يُستقصى", فلماذا يريدنا بولس أن نعرف مدى محبة المسيح في أفسس 3: 17- 16؟

ج: أفسس 3: 18-20 تجيب على هذا. إن غنى المسيح هو بلا قياس, ولكن علينا التمتع بهذا الفرح إذ ندرك كم هي عظيمةٌ محبة الله لنا, هذه المحبة التي لا تنتهي.

إن الكلمة اليونانية المستخدمة تلفت الانتباه هنا؛ إنها تعني حرفياً "لا يُدرَك ولا يُتبع أثره". فلا يمكننا أن نتبع بالضبط سبب أو كيفية محبة الله العظيمة لنا, ولكننا يمكن أن نتمتع بهذه الحقيقة.

 

س: في أفسس 3: 9, ما هو السر هنا؟

ج: أفسس 3: 10- 11 تجيب على هذا. إن تأسيس يسوع المسيح للكنيسة كان هو السر. والسر هنا يعني سراً لم يُكشف حتى هذا الوقت.

 

س: في أفسس 4: 3, هل يتحدث بولس عن الوحدة في مؤسسةٍ أو هيئةٍ, كما يُعلّم الكاثوليك، والروم الأرثوذكس، والمورمونيون، والكنيسة المحلية، والكنائس العالمية للمسيح, وآخرون؟

ج: هذه الآية بالتحديد تقول "وحدانية الروح", وليس وحدة هيئة أو منظمة. إنها تقول أيضاً أن علينا أن نحفظ وحدة الروح, لا أن نحاول أن نصنع وحدةً بأنفسنا. ولذلك فإن هذه الآية بالتحديد لا تُبرهن أي شيء عن الهيئات والمنظمات. وبالنسبة إلى المسألة الأهم, فيما إذا كانت الوحدة التنظيمية المؤسساتية مرغوبة, انظر السؤال التالي.

 

س: في أفسس 4: 3, هل الوحدة التنظيمية المؤسساتية هي أمر ينبغي على المؤمنين أن يرغبوا به؟

ج: المسيحيون الحقيقيون يختلفون في الرأي حول هذا الموضوع.

لا. بعض البروتستانت يقولون أنه أمر غير مهم, والبعض يقول أنه أمرٌ خَطِرٌ عندما يُصبح أهم من اتباع الله في الحق, كما أظهر لنا التاريخ بشكلٍ محزن ولكن حاسم.

نعم. يقول الكاثوليك والأرثوذكس والكنيسة المحلية وبقية البروتستانت أنّ الوحدة التنظيمية المؤسساتية مرغوبةٌ مطلوبة.

بغض النظر, إن كل دارسي الكتاب المقدس الجديين سيوافقوننا الرأي فيما يلي:

1- الكتاب المقدس يذكر وحدة الروح ووحدة تلاميذ المسيح, ولكنه لا يذكر ولو مرة واحدة أي شيء عن الوحدة مع أولئك الذين يُنكرون الإيمان أو يرفضونه أو يمنعونه بوضوح.

2- بينما ليس هناك من مسيحي كامل, سواء في القداسة أو العقيدة, فإن علينا أن نحترس من الذئاب وأن ننفصل عن الهراطقة.

3- وعموماً, من الصعب أحياناً أن نحصل على وحدة مهمة مع أناس يحاولون أن يقتلوننا أو يحرقوننا على الخازوق.

4- يجب أن نجاهد لإزالة كل ما يُسبب الشقاق بين المسيحيين وأن نقبل بعضنا بعضاً كما قبِلنا المسيح (رومية 15: 7).

5- إن الوحدة التي لا تتمحور حول يسوع المسيح هي وحدةٌ غير مرغوب فيها, وعلينا أن نتحاشاها.

 

س: في أفسس 4: 4, بما أن هناك جسد واحد فقط, فلماذا هناك عدة كنائس؟

ج: هناك على الأقل أربعة أسباب:

1- فروقات صغيرة: كما أن هناك فروقاتٍ صغيرة بين مختلف المدارس الإسلامية السنية, والبوذيين المهايانيين, والهندوس الفيداويين, وطائفتي باهي, وأديان أخرى, كذلك فإن المسيحيين يختلفون حول قضايا ثانوية. فعلى سبيل المثال, بولس وسيلا اختلفا في موضوع أخذ يوحنا مرقس معهم. ولكنهما تصالحا فيما بعد (أعمال 15: 36- 41؛ كولوسي 4: 10؛ 2 تيموثاوس 4: 11).

2- إضافة: عبر السنين, كان هناك كثيرون مثل الفريسيين في (مرقس 7: 6- 8), يريدون أن يضيفوا تقاليدهم المعقدة الخاصة إلى المسيحية. وعموماً, يقول كثيرون أن عليكم أن تتبعوا الكتاب المقدس إضافة إلى تقليدهم, الذي يُوضع على قدم المساواة مع كلمة الله. إنّ المسيحية الكتابية تتبع ببساطة ما يقوله الله في الكتاب المقدس, وتميز التقليد البشري على أنه من الناس وحسب.

3- الانسحاب: الانسحاب من المسيحية سبق التنبؤ عنه في 2 تيموثاوس 3: 5 حيث تقول الآية بأنه في الأيام الأخيرة سيتخذ البعض شكل التقوى ولكن يُنكرون قدرتها. تبتعد عدة كنائس "ليبرالية" عن تعليم الله, وتقول أن الله لا يمكن أن يقوم بمعجزات جسدية, وأنه ليس هناك سموات وجحيم, بينما لا يزالون يدّعون أنهم مسيحيون.

4- التحريف: كما تم التنبؤ في أعمال 20: 29- 30, هناك "ذئاب" روحية يحاولون من خلال الخداع أن يضللوا التلاميذ ويجتذبوهم ليبدأوا ديانتهم الخاصة بهم والتي هي من صنع البشر بينما هم يزعمون في نفس الوقت أنهم يتبعون يسوع. إن العديدين منهم لديهم كتابهم الخاص إضافة إلى الكتاب المقدس. هذه الأمور الشريرة تم التنبؤ بأنها ستحدث وذلك في (1 تيموثاوس 4: 1-5؛ 2 بطرس 2: 1- 3؛ ويهوذا 8: 19).

 

س: في أفسس 4: 5, هل هذه معمودية الماء, أم معمودية الروح؟

ج: يمكن أن تكون أيّاً منهما. ولكن على الأرجح أنها تُشير إلى معمودية الروح, لأن هناك ثلاثة أقسام تُشير إلى الآب, والإبن, والروح القدس, وهذه تقع في هذا الجزء الذي يُشير إلى الإبن.

 

س: في أفسس 4: 6, وأفسس 1: 23, إن كان الله يملأ كل شيء بكل شكل, فهل وحدة الوجود حقيقية, تلك التي تقول بأن كل شيء هو جزءٌ من (ذات) الله؟

ج: لا. فعلى سبيل المثال, كومة القمامة ليست الله, وصفحات كرّاسةٍ يكتبها ملحد تنكر وجود الله هي أيضاً ليست الله. علينا ألا نعبد الأشياء المخلوقة دون الخالق (رومية 1: 23, 25). بل إن كولوسي 1: 17, تُظهر لنا, بالحري, أن كل الأشياء تقوم في المسيح.

 

س: في أفسس 4: 8, لماذا يقول بولس أن الله "أعطى الناس عطايا" إذ أن المزمور 68: 18 يقول أن الله "قبِل عطايا من بين الناس"؟

ج: المسيحيون لديهم رأيان مختلفان:

- خطأ ناسخ: لعلّ كلمة "يعطي" كانت في النص الأصلي في مزمور 68: 18. بينما كلمة "يقبل" فهي في النص المسّوري والترجمة السبعينيّة اليونانية, وهي "يُعطي" في الترجوم الآرامي والترجمة البسيطة السريانية. إضافة إلى ذلك, إن المزمور بأكمله, باستثناء هذه الآية الوحيدة, يتحدث عما يُعطيه الله للآخرين.

- ملخص عام: لم يكن بولس يقتبس أية آيةٍ, بل كان يُعيد صياغة المزمور 68 بأكمله.

- كلا الوجهين: قال يوحنا الذهبي الفم ("عظات على أفسس"- 396 م) أنه لم يكن هناك أساساً أي فرق هنا. فالله بآن معاً يُعطي ويتقبل الأشياء من الناس. وإذا نظرنا إلى الخلاص حيث الله يقتبل عبء إثمنا, أو يعطينا المغفرة, فإننا بذلك ننظر إلى نفس الشيء من وجهتين مختلفتين.

 

س: في أفسس 4: 9 وأعمال 2: 27, وبعد أن مات, هل ذهب يسوع إلى الجحيم أم لا؟

ج: بينما عبارة "نزل يسوع إلى الجحيم" قد أُدخلت في قانون الرسل (أكيلي من 390 م), إلا أن الكتاب المقدس لا يقول شيئاً كهذا بشكلٍ واضح محدد صريح. إليكم فيما يلي ما يقوله الكتاب المقدس:

أفسس 4: 9: "نزل إلى أقسام الأرض السفلى".

مزمور 16: 10: يورد ذكر "الهاوية" التي تعني القبر.

أعمال 2: 27- 28: يقتبس من مز 16: 10: فيسوع لن يُترك في القبر "الهاوية/هادس".

1 بطرس 3: 19: يسوع كرز للأرواح التي في السجن.

(بحسب الفكر الديني اليهودي, الذي يجد صداه في سفر أخنوخ الأول, أصحاح 22, وكتابات أخرى كان الميت يذهب إلى أحد مكانين: البار إلى الفردوس والشرير إلى السجن).

1 بطرس 1: 6: تذكر الإنجيل وقد كُرز به للأموات. انظر النقاش حول 1 بطرس 1: 6 لأجل المزيد من المعلومات.

 

س: هل تعني أفسس 4: 9 أن يسوع نزل إلى الأرض بدلاً من أن ينحدر إلى القبر؟

ج: هناك ثلاثة آراء متوافقة مع فحوى هذا المقطع:

- نزل إلى الأرض (مضاف إليه مجرور).

- انحدر إلى الموت (مقارنة مجرورة).

- نزل إلى أقسام الأرض السفلى (ملكية مجرورة).

 

س: في أفسس 4: 11, هل تعني هذه "معلمين-رعاة" كدور واحد, أم رعاة ومعلمين كدورين منفصلين؟

ج: في هذه القائمة, الكلمة اليونانية (kai) تفصل بين الرعات والمعلمين. إن الكلمة اليونانية تعني "و/حتى", وفي هذا المقطع يمكن أن تحمل أيَاً من المعنيين. والآن, إن الرعاة يقومون بالتعليم (تيطس 1: 9؛ 1 تيموثاوس 5: 2, 17), ولذلك فإن الدورين مندمجان. السؤال الحقيقي إذاً هو فيما إذا كان الكتاب المقدس يؤيد دوراً للمعلمين الذين ليسوا رعاة. والجواب هو "نعم" واضحة لأربعة أسباب:

لقد كان استفانوس يشهد لليهود, معلّماً إياهم مُبدياً معرفة مفصلة للكتاب المقدس, رغم أن أعمال الرسل قال أنه كان شماساً فقط.

أ- لقد امتدح بولس المعلّم أبولّس, رغم أن أبولّس لم يكن راعياً.

ب- وعلّم برنابا وتيموثاوس وآخرون وكرزوا بالكلمة رغم أنهم لم يكونوا رعاة.

ج- كان يُفترض بالشيخ أن يكون قادراً على التعليم (1 تيموثاوس 5: 2), وهذا يدل ضمناً على أنهم كانوا يعلّمون قبل أن يصيروا شيوخاً.

د- في الواقع, إن كولوسي 3: 16 تأمر المسيحيين عموماً لأن يعلموا وأن يحذروا بعضهم بعضاً.

 

س: في أفسس 4: 11, وبما أنه يوجد هناك رعاة ومعلّمون اليوم, فهل هناك أنبياء ورسل اليوم أيضاً؟

ج: تشير أفسس 4: 11 إلى مناصب مهمة في الكنيسة بدون أن تحدد أيّ منصب منها ينبغي أن يمتد إلى الوقت الحاضر دون سواه. ولكن لا, ليس هناك اليوم أناس بمنصب الرسل الذي عرفناه في العهد الجديد أو بمنصب الأنبياء كما عرفناه في العهد القديم. 

 

س: في أفسس 4: 26, أهي خطيئة أن نغضب, إذ أن يسوع وبولس غضبا؟

ج: هناك حالات عديدة لا يكون فيها الغضب خطيئة. وتُظهر الآية في أفسس 4: 26 أن الخطيئة هي أن نبقى غاضبين وأن نحتفظ بالضغينة. فإن غربت الشمس على غضبك, فهذا يغني أن غضبك قد طال جداً.

 

س: في أفسس 4: 26, هل هي خطيئة أن نبقى غاضبين؟ إذ يبدو أن الله قد بقي غاضباً على الناس والشياطين في بحيرة النار؟

ج: هناك ثلاث نقاط نذكرها إجابة على هذا السؤال:

1- لا يجب أن نبقى غاضبين, أو نشعر بالغيرة, أو نرضى بتعبد الناس لنا, أو نُدعى آلهةً, ولكن الله ليس مضطراً لأن يلتزم بما يطلبه من خدامه.

2- إن الله متناهٍ لا محدود, ويمكنه أن يشعر بأشياء مختلفة في نفس الوقت. فيمكن أن يغضب على أحد الأشرار, وفي نفس الوقت يُسر بأحد أولاده. يمكنه أن يفعل ذلك في نفس الوقت لأنه الله.

3- لا يقول الكتاب المقدس فيما إذا كان الله سيبقى غاضباً إلى الأبد أم لا. فربما لن يبالي الله في نهاية الأمر بكل أولئك الذين يختارون أن يعيشوا بدونه.

 

س: في أفسس 4: 28,لماذا يعمل المسيحيون في وظائف حيث لا يعملون بأيديهم؟

ج: هذا التعبير يعني الحياة الشريفة. ففي ذلك الزمان كان كثيرون, إضافة إلى النشاطات الإجرامية المعتادة, كدّسوا ثروات طائلة من خلال الرشوة والفساد السياسي والممارسات التجارية التي كانت غالباً قانونية, ولكنها لم تكن صحيحة. (لعلّ تلك الأزمان لا تختلف كثيراً عن عصرنا). وعلى كل حال, كما أحب يسوع جابي الضرائب الذي كان يُدعى متى, فإن يسوع يريد الناس الفاسدين اليوم أن يتوبوا عن خطاياهم, وأن يأتوا إلى يسوع, وأن يدفعوا لضحاياهم ما يستحقونه. 

 

س: في أفسس 4: 29, لماذا يجب على المسيحيين ألا يلعنوا؟

ج: السبب ببساطة هو أن الكتاب المقدس يقول لنا ألا نفعل ذلك. وتقول الآيات في يعقوب 3: 10- 12 أن اللعنة لا يجب أن تأتي من نفس الشفاه التي تُسبّح الله. صحيح أن بطرس قد لعن عندما أنكر المسيح, ولكنه بكى بعد ذلك وتاب عن خطيئته.

 

س: في أفسس 5: 11, بما أن على المسيحيين ألا تكون لهم علاقة بأعمال الظلمة, فلماذا يدافع المحامون المسيحيون عن موكّلين يعرفون أنهم مُذنبين؟

ج: عموماً, أن تكون محامي دفاع عن مجرم هو طريقة صعبة لتكسب معيشتك إن لم تكذب, أو تخفي الحقيقة, أو تشّجع الموكل على الكذب, أو إن رفضتَ الدفاع عن موكل تعرف أنه يكذب. هذا لا يستطيع المسيحي أن يفعله إن كان ولا بدّ سيقف كمحامي دفاع عن المجرم.

ولكن, حتى الناس الذين تُوجَّه تهم أكيدة ضدّهم يحتاجون إلى محاكمة عادلة ومجادلة للحصول على أقل عقوبة. ومع ذلك فإن كل المسيحيين يوافقوننا في الرأي على أن الكذب واعتبار المُذنبين أبرياء هو شيء ينبغي على المسيحي ألا يفعله.

 

س: في أفسس 5: 14, أين قيلت هذه الآية من قبل؟

ج: هذه الكلمات نفسها لم تَرِد في العهد القديم ولم تُدوَّن في أي مكان سابق. إن الآية الشعرية على الأرجح كانت من ترنيمة مسيحية باكرة ولذلك افترض بولس أن قرَّاءه سيفهمونها فوراً.

 

س: في أفسس 5: 18, ما المشكلة في السُّكْر؟

ج: ليس هناك من سبب, ولكن يكفي أن الله يوصي بألا نسكر. عادة يثمل الناس سعياً وراء المتعة أو لكي يُغرِقوا أحزانهم, أو عندما يكونون مدمنين, ذلك بسبب الحالة السيئة التي يشعرون بها عندما لا يكونون سُكارى. على المسيحي ألا يخرج عن السيطر, أو أن يُضعِف قدرته على ضبط الذات. فإضافة إلى الأذى الذي تسببه لجسدك, فإن السكر قد يضرّ بعلاقاتك, ويؤثر على قدرتك على الحفاظ على الوظيفة, ويقلّص مواردك المالية.

 

س: هل تشير أفسس 5: 8 إلى امتلاء لمرّة واحدة, أم امتلاء مستمرّ بالروح؟

ج: إن الزمن الحاضر في اللغة اليونانية المُستَخدم هنا يُظهر أنه ليس امتلاءً لمرَّة واحدة, بل امتلاء متكرراً.

 

س: في أفسس 5: 22, لماذا يجب على النساء أن يُطِعنَ رجالهنَّ؟

ج: هناك جوابان متتامان.

1- إن كانت الزوجة تريد أن تكون مُطيعة لله, فسوف تطيع ما يوصيها به هنا. على النساء أن يخضعن لرجالهن, حتى ولو لم يكن الزوج مسيحياً. ولكن, على النساء ألا يُطِعنَ رجالهنَّ عندما يكون هناك تضاد بين ما يريده الزوج وما يرغب به الله. ففي هذه الحالة, عليهنَّ أن يتبعن الله, السلطة الأعلى.

2- أن تكون النساء يُطِعنَ رجالهنَّ ليس نهاية قصَّة الزواج المسيحي. فعلى الرجال أن يحبوا نساءهم كما أحب المسيح الكنيسة (أفسس 5: 25). والجميع يُطلب إليهم أن يخضع أحدهم للآخر في المسيح, بحسب أفسس 5: 21.

 

س: في أفسس 5: 22، هل صحيح أن الكتاب المقدس لا يقول صراحة أبداً أن على النساء أن يحببن أزواجهن؟

ج: هذا قول خاطئ سمعته. إن الكتاب المقدس يقول أن على النساء أن يتعلّمن أن يحببن أزواجهن في تيطس 2: 4.

 

س: في أفسس 5: 32, لماذا يجب على النساء أن يحترمن أزواجهن؟

ج: يجب عليهن أن يفعلن ذلك, حتى ولو كان السبب الوحيد هو أن الله يُوصي بذلك. وعلى كلٍّ , يمكننا أن نرى عدة أسباب يكون فيها حسناً لنا أن الله أعطى هذه الوصيّة. كزوج, أُقدِّر احترامها. والأولاد يمكن أن يجدوا الأمر أسهل أن يطيعوا ويحترموا أباهم عندما تحترمه أمهم. ولذلك من المهمّ للأزواج والزوجات ألا ينتقدوا بعضهم البعض أمام الأولاد.

ومن ناحية أخرى, إن الأولاد يراقبون ويقلّدون مواقف وسلوك أهلهم وهم لا يدرون بطريقة غير مُتوقَّعة. سمعتُ يوماً بالصدفة أولادي يمثّلون أدوار العائلة. فكان على أحدهم أن يلعب دور الأخت الكبرى, وآخر الأخت الصغرى, وأحدهم الأمّ, واختار أحدهم أن يلعب دور "الحلو" (العسل).

 

س: في أفسس 6: 1, بما أنه يجب على الأولاد أن يطيعوا والديهم, فماذا لو قال الأهل لهم أن يتركوا إيمانهم المسيحي؟

ج: هناك نقطتان أُوردهما جواباً على هذا السؤال:

- الأهل غير المؤمنين أيضاً: لا تقول الآية في أفسس 6: 1 أن نطيع والدينا فقط إن كانوا مسيحيين, بل أن نطيع أهلنا بغض النظر عن إيمانهم.

- فقط في الرب: يحدّد بولس في أفسس 6: 1 كلامه أكثر بقوله أن يطيعوا والديهم "في الرب". علينا أن نطيع كل سلطة أبوية وحكومية ما لم تخالف كلمة الله.

هذا الجواب كان قد أعطاه يوحنا الذهبي الفم في "عظات على أفسس", (396 م).  

 

س: في أفسس 6: 1, 4, ما حدود العمر التي تعطيها اللغة اليونانية لكلمة "أولاد"؟

ج: ليس هناك من حدّ للعمر, إذ أن الكلمة في اللغة اليونانية تعني "ذرّية", وليس "الأطفال الصغار".

 

س: في أفسس 6: 2, لماا قال بولس أن هذه كانت "أول الوصايا", إذ أنها عملياً خامس الوصايا العشر؟

ج: في العبارة "أول الوصايا", لا تَرِد أداة التعريف "ال" في النص. وكلمة أول يمكن أن تعني أساسي, وهذه كانت أحد الوصايا الأساسية الأولية. وبالطبع, إن هذه الوصية هي أيضاً أول وصية يتعلّمها الأطفال الصغار.

 

س: في أفسس 6: 3، هل يجب ترجمة الكلمة بـ "على الأرض" أم "على تراب الأرض"؟

ج: يقتبس بولس هنا المقاطع من خروج 20: 12 وتثنية 5: 16. في النص الأصلي العبري واليوناني (بما فيها الترجمة السبعينية اليونانية) لكل الآيات الثلاث، إن الكلمة يمكن أن تعني إما "تراب" أو "أرض".

وعلى كل حال، فإن كلاً من خروج 20: 12 وتثنية 5: 16 تقول ".... لتطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك". ومن هنا، فإن الفحوى هو "أرض كنعان" وليس "الأرض". وبما أنّ بولس يقول أنه يستشهد بالوصية السابقة، فكلا المعنيين يصحان، ولكن المعنى الأساسي الرئيسي هو "الأرض".

 

س: في أفسس 6: 3، خروج 20: 12، تثنية 5: 16، ما الذي يعد به الله هنا؟

ج: يمكن للمسيحيين أن يروا أن هذا الوعد حقيقي ليس بطريقة واحدة فقط بل بأربع طرق. بينما قد لا يتفق الجميع في الرأي على أي من هذه المعاني الأساسية، ولكن جميع المعاني حقيقية وصحيحية.

بالمشاركة: كما الحال في الجواب على السؤال السابق، إن وعد العهد القديم كان أصلاً قد قُطِعَ لكي يعمّر الناس طويلاً في أرض كنعان بدون أن يُنْفَوا. وهذا يمكن تعميمه على أنه مبدأ "المشاركة". وإذا نظرنا إلى الكثير من تاريخ الغرب، نجد أن المسيحية، لكي تبقى قويةٍ في أرضٍ، يجب أن يتعلم الأولاد من آبائهم.

مثل آخر عن وعد المشاركة هو في أخبار الأيام الثاني 7: 14: "إذا تواضع شعبي الذين دُعي اسمي عليهم وصَلَّوا وطَلَبَوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الرديئة فأني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم".

فردياً: كما يعلِّم بولس، إن كلاً من هذه الوصية والوعد ينطبقان علينا. أفسس 6: 3 لا تعد بأن المسيحيين سوف يعيشون حياة أطول من الآخرين، ولكن مع حماية الله لهم، فإن الأولاد المسيحيين سيعيشون فترةً أطول على الأرض أكثر من الآخرين. حتى لو مات أحدهم في عمر الـ 25 فإنه يكون قد عاش أكثر من أولئك الذين توفوا وهم في عمر 20 سنة.

مثالٌ آخر عن الوعد الفردي نجده في متى 19: 29- 30، حيث جميع الذين تركوا منازلهم أو عائلتهم من أجل يسوع سوف ينالون مئة ضعفٍ ويرثون الحياة الأبدية.

نوعية الحياة: إن الآيات الثلاث جميعاً، ليس فقط تعد بحياة طويلة، بل بأنك ستعيش بشكل جيد وحسنٍ. حتى الكلمة اليونانية المستخدمة بمعنى الحياة المديدة تلفت انتباهنا: (Macrochronious)، والتي تعني حرفياً "طويل الأجل". هناك طُرْفة عن إحداهن التي كانت يناوش عجوزاً سكير يمشي في اضطراب، وظهره محني، وهناك تجعدات على وجهه، ومبرقع الجلد. فسأَلَتْهُ: "كيف يمكن لك أيها العجوز أن تشرب كل هذا المقدار ولا تزال تعيش هكذا حياة طويلة؟" فأجابها السكير قائلاً: "عجوز! لماذا فأنا في الثلاثين من العمر فقط". إن الله ليس فقط يحمينا، ولكن حياتنا تكون ذات نمط نظيف ونقي، بدون عقاقير ومخدرات وبدون سُكْر، وبدون الجنس المحرم، وهذا سيزيد من عمرنا على الأرض.

مثال آخر عن الوعد بنوعية الحياة نجده في خروج 23: 26، حيث يعد الله بني إسرائيل المطيعين بأن المرض والعُقْر سيُزال من وسطهم و أن الله سوف "يكمل عدد أيامهم"، والذي يبدو مشابهاً جداً للوعد في أفسس 6: 3.

من ناحية الحُكْم الألْفي: بالطبع، إن رؤيا 20: 4، تفيد بأن المسيحيين سوف يأتون إلى الحياة ويملكون مع المسيح لألف سنةٍ، قبل عودة بقية الأموات.

مثال آخر عن الوعود التي قد تكون ألفية هي: قيامة إسرائيل في حزقيال 37، والهيكل في حزقيال 40- 47، بما في ذلك المياه التي تنبع منه في حزقيال 47.

 

س: في أفسس 6: 4، هل يجب على الآباء أبداً أن يغيظوا أولادهم؟

ج: يجب على الآباء ألا يُغضبوا أولادَهم، وكولوسي 3: 21 على نفس المنوال تقول أن الآباء يجب ألّا يُغيظوا أولادهم. إن الآباء الأتقياء ليس لديهم الحق بأن يتصرفوا بإفراط وإزعاج نحو أولادهم. عليهم ألّا يُغضبوا أولادهم بدون سبب وجيه، كمثل التأديب. إن العقاب الجسدي (الصقع) لا بأس به وأحياناً يكون مطلوباً، كما يرد في سفر الأمثال 13: 24؛ 22: 15؛ و23: 13- 14.

 

س: في أفسس 6: 4، ما هي بعض الطرق التي يغيظ الآباءُ بها أولادَهم؟

ج: إن الكلمة اليوناينة (parorgizete) تُستخدم هنا فقط، رومية 10: 19، كولوسي 3: 21. إنها تعني حرفياً "يثيرُ لدرجةِ الغضب". هذه الآية كانت في الواقع ثورية، كما قيل في مجتمع حيث سلطة الآباء كانت مطلقة ومشاعر الأولاد لم تكن بذات قيمة.

عليك أن تؤدّبَهم لأجل مصلحتهم، ولا يقوم التأديب على أساس مشاعرك. عاملْهم تماماً على نفس الأهمية التي هم عليها في نظر الله مثلك تماماً، لأنهم هكذا فعلاً. لا تتنمّرْ عليهم، وتقلل من شأنهم، أو تثبّط همتهم. ما لم يدركوا أنك تؤدبهم، فعليك أن تُبدي نفس الاحترام، واللطف، والحاجة التي تغمرك لتظهر لصديق من أصدقائك من هو الراشد.

فيما يلي قائمة ببعض الطرق التي يغيظ بها الآباءُ أبناءهم قد وضعتها جيني كيتس في عظة في 1/ 16/ 2000م.

- سوء المعاملة الجسدية، بما في ذلك التأديب عندما يكون غضبك خارج السيطرة.

- سوء المعاملة النفسية، بما في ذلك الإحراج.

- إهمالهم.

- أن لا تحاول أن تفهمهم.

- النفاق. يتوقع الآباء أحياناً من أبنائهم سلوكاً هم أنفسهم لا يُظْهِرونه.

- أن تتوقع الكثير الكثير منهم.

- أن تضعهم في معيار للإنجاز.

- إجبارهم على قبول اهدافهم ومُثُلهم. فهذا لن ينفع. يجب أن تكون لهم أهدافهم ومُثُلهم بأنفسهم.

- عندما لا نكون على استعداد أن نقرَّ بأخطائنا.

 

س: في أفسس 6: 5- 8، هل يؤيد الكتاب المقدس العبودية؟

ج: لقد عرّفَنا الكتاب المقدس أن بعض المسيحيين كانوا عبيداً، وقد سمح للمسيحيين بأن يمتلكوا عبيداً. على كل حال، لقد شجع الكتاب المقدس على تحرير العبيد في 1 كورنثوس 7: 21، 23. انظر أيضاً إلى السؤال التالي لأجل المزيد من المعلومات.

لقد تساهل الكتاب المقدس مع المسيحي كعبد، ومع المسيحي الذي يملك عبداً، لأن العبودية كانت غير منفصلة عن ثقافة وحضارة ذلك الزمان. ولكن السادة المسيحيين لم يكن ليُسمَح لهم بأن يعاملوا العبيد كما يعاملهم مالكوا الرقيق غير المسيحيين. في العهد الجديد ما كان ليسمح للسادة أبداً بأن يهددوا العبيد (أفسس 6: 9)، وكان على السادة أن يعاملوا عبيدَهم بشكل صحيحٍ سليمٍ وعادلٍ (كولوسي 4:2).

 

س: في أفسس 6: 9 و1 بطرس 2: 18، لماذ لم يقُل الله للسادة بأن يحرروا جميع عبيدهم؟

ج: إلى أين سيذهب العبيد؟ إن نسبة مئوية كبيرة من الناس في تلك الامبراطورية الرومانية كانوا عبيداً، وكانوا سيعانون الكثير للحصول على معيشتهم إذا ما أرادوا أن يعيشوا بصدق واستقامة كأُناس أحرار. في ذلك الزمن، كان ليفضل أن يكون لديهم سيدٌ مسيحي يُدرك أن الله كان سيدَ كليهما، أفضل من أن يتحرروا بدون أية مهارات أو تأييد أو دعم. السيد المسيحي ما ليُسمَح له بأن يُسيء معاملة العبيد أو يستغلهم جنسياً أو بأي شكل آخر، بل أن يعاملهم كمتساوين أمام الله. (انظر أيضاً السؤال السابق).

 

س: في أفسس 6: 13، ضد من وضد ماذا هي مصارعتنا؟

ج: من المهم أن نفهم أن صراعنا ليس ببساطة ضد جهل بشري أو ضعف أو إجحاف. إنه ليس فقط أن أُناساً أخيار في حاجة لأن ينالوا التعليم، أو يتلقوا مساعدة، أو يعامَلوا بالطريقة الأصح. إذ إن العالم كله هو تحت سيطرة الشرير (1 يوحنا 5: 19)، وهو معادٍ لله (رومية 8: 7).

إن صراعنا غير عادي لأن الله يدعونا لنفعل الأشياء التي ستكون بلا فاعلية كاملة إذا ما قمنا بهذه الأشياء باستخدام قدراتنا الذاتية. بل إن الله يتوقع منا أن نفعل الأشياء التي تكون بدونه مستحيلة ومعه تكون ممكنة.

 

س: في أفسس 6: 13، لماذا يكون من المهم جداً أن نتقوّى في الرب وأن نلبس سلاح الله؟

ج: هذا ليس أمراً اختيارياً زائداً، ولكنه جزء أساسي من أماننا وتأثيرنا الشخصي وذلك لثلاثة أسبابٍ:

مَن ضدنا: إن الشرير وقوات الظلام يمكن أن تكون قوية، وذكية، وماكرة، وخلابة بتلطف، ومع ذلك متعطشة للدماء وقاسية ولا ترحم، وإننا نحتاج إلى حماية ضد كلٍ من الاعتداءات المباشرة والهجومات الخبيثة.

رسالتنا: علينا أن نَثْبُتَ أمام مكايد إبليس (أفسس 6: 11)، علينا أن نصارع ضد قوى هذا الدهر المظلم (أفسس 6: 12)، وفي يوم الشرير أن نصمد (أفسس 6: 13- 14).

متى علينا أن نصمد: كمسيحيين وبمعونة الله وإكرامه لنا علينا أن نتوقع أن نكون دائماً ثابتين صامدين، وخاصة عندما يزداد الأمر شدةً وسوءاً في يوم الشر (أفسس 6: 13).

كما أن الجندي يكون كارهاً لأن يحارِبَ بدون سلاحه، وكما أن الرياضي سيكون كارهاً لأن يدخل في منافسة بدون الحشوات واللبادات والمعدات الرياضية الأخرى، كذلك فإن المسيحي سيكون هكذا كارهاً لأن يحيا ويكون قانعاً بالإيمان بدون سلاحه الروحي.

 

س: في أفسس 6: 14، هل حزام الحق هو حق الله، أم صدقيتنا، أم تمييزنا للحق؟

ج: إن الكلمة اليونانية المستخدمة هنا للإشارة إلى الحق هي (aletheia)، وهي كمثل الكلمة الواردة في لغتنا (الحق)، يمكن أن تعني كلا الشكلين. ولكنْ استناداً إلى فحوى النص، فهناك أحد رأيين أو كلاهما.

- أمانة المؤمن وصدقيته، وليس حقائق الإنجيل.

- صدق كلمة الله وثقتنا بيقينيتها.

إن يوحنا الذهبي الفم في تفسيره لرسالة أفسس، إذ وضع عظةً كاملةً هي (23) على هذه الآية فقط، يركّز بشكل أساسي على الجانب الأول، من حياتنا الصادقة الأمينة المقدسة. ولكن في ص 164 يسأل أيضاً كيف يمكننا أن نُمنطِقَ أحقَاءنا بالحق ونقول استعارياً "من يسعى إلى عقيدة الحق، سوف لن يقع أبداً إلى الأرض".

باختصار: يجب أن نتمنطق بكل جوانب الحق: علينا ألا نؤمن فقط بمصدر الحق: ألا وهو الله، بل لنجعله (أي الحق) يتجذر في حياتنا ليحوّلنا، وهكذا نستطيع أن نميز بين ما هو حقيقي وما هو زائف في هذا العالم.

 

س: في أفسس 6: 16، لماذا نحتاج إلى ترس إضافة إلى السلاح الآخر؟

ج: إن كان لدينا للتو نطاق الحق ودرع البر فإننا في حاجة إلى أن نطفئ سهام الشيطان الملتهبة بترس الإيمان. إن عبرانيين 11 يعطينا أمثلةً عديدةً جيدةً عن الإيمان.

 

س: في أفسس، ما الدليل على أن هذا السفر ينبغي أن يكون جزءاًً من الكتاب المقدس؟

ج: هناك على الأقل ثلاثة أسباب وجيهة:

1- أن بولس كتبها، وهو كان رسولاً. وقد شهد بطرس على أن كلمات بولس كانت من الكتاب المقدس في 2 بطرس 3: 15- 16.

2- قال بولس نفسه أنه كان رسولاً في 1 تيموثاوس 1: 1؛ 2: 7؛ رومية 1: 1؛ 1 كورنثوس 1: 1؛ 9: 1؛ 2 كورنثوس 1: 1؛ 11: 5؛ غلاطية 1: 1؛ أفسس 1: 1؛ كولوسي 1: 1؛ 1 تيموثاوس 1: 1؛ 2 تيموثاوس 1: 1؛ تيطس 1: 1.

3- الاقتباسات والاستشهادات التي استُخدِمت في كتابات المسيحيين الأوائل:

"رسالة أغناطيوس إلى أفسس": (110- 117 م), ف 1, يقتبس أفسس 5: 2, ويقول في ف 12 أن بولس يذكر أهل أفسس في رسالته. ويقتبس أغناطيوس في "الرسالة إلى بوليكاربوس", ف 5, من أفسس 5: 25.

"رسالة بوليكاربوس إلى فيلبي" (أسقف من 100- 155 م) يقتبس أفسس 2: 8- 9 و4: 26, مع عدد من الآيات الأخرى, دون أن يذكر المصدر, سوى أنه يقول أنه يقتبس من المزمور 4: 5 وأفسس 4: 26 كما "أُعلِنت عندئذٍ في هذه الكتابات المقدسة".

إيريناوس (182- 188 م) يقتبس في أماكن عديدة. وفي أحد المواضع يستخدم أفسس 5: 30 ويقول أنها من رسالة بولس إلى أهل أفسس وذلك في "إيريناوس ضد الهرطقات", الكتاب 5, ف 2: 2, ص 528.

ومن مرقيون الهرطوقي (قبل 170 م) نعرف من ترتليان وأبيفانيوس أنه اقتبس من أفسس 1: 1, 18؛ 3: 9؛ 4: 6؛ 5: 14؛ 6: 1, 12, 19.

"آلام الشهداء السلتيين" (180- 202 م) يذكر المسيحيين الأوائل ولديهم كتابات بولس بدون تحديد لأية رسائل.

القانون الموراتوري (190- 217 م) يذكر أن بولس كتب إلى سبع كنائس في رسائله: إلى كورنثوس (رسالتين), إلى أفسس, إلى فيلبي, إلى كولوسي, إلى غلاطية, إلى تسالونيكي (رسالتين), إلى رومية. وكتب بولس إلى فيلمون, وتيطس, ورسالتين إلى تيموثاوس.

إقليمس الإسكندري (193- 217/220 م) يذكر الرسول يكتب إلى أفسس ويقتبس أفسس 4: 13- 15: "المعلّم", الكتاب 1, ف 5, ص 213.

ترتليان: كتب في عام 207 أن رسالة أفسس هي لبولس الرسول, وذلك في كتابه "حول قيامة الجسد", ف 40. وقال ترتليان أن بولس كتب إلى أهل أفسس في "ترتليان ضد مرقيون", الكتاب 14, ف 5 (207 م). لقد كان سفراً "يأتي من الرسل, وحُفِظ كوديعة مقدسة في كنائس الرسل".

ثيودوتس (المونتاني المُحتَمل) (240 م) يلمّح إلى أفسس. وذلك في "مختارات من الكتابات النبوية", ف 20, ص 45.

ناسينيس الأغنوسي (قبل عام 235/ 236 م) بحسب هيبوليتوس يشير إلى أفسس 5: 14 في كتابه (The Refutation of All Heresies), الكتاب 5, ف 2, ص 51.

هيبوليتوس (225- 235/ 236 م): يقتبس أفسس 5: 14 على أنها من الكتاب المقدس في (The Refutation of All Heresies), الكتاب 5, ف 2, ص 51.

أوريجنس (225- 254 م) يقتبس أفسس 6: 12 على أنها من بولس إلى أهل أفسس في كتابه "في المبادئ", الكتاب 3, ف 4, ص 332.

نوفاتيان (250/ 254- 257 م) يقتبس أفسس 4: 10 قائلاً أنها لبولس في "مقالة حول الثالوث القدوس", ف 17, ص 627.

"مقالة ضد نوفاتيان" (254- 256 م), ف 17, ص 663. يقتبس أفسس 5: 6, 7 باعتبارها لبولس.

قبريانوس أسقف قرطاجة (246- 258 م) يقتبس من "رسالة بولس إلى أهل أفسس" في "المقالة 12", الكتاب الثالث, 7, 70, 72, 117.

فيرميليان القيصري إلى قبريانوس (256 م) يقتبس أفسس 4: 5- 6, في "رسائل إلى قبريانوس", الرسالة 74, ف 24, ص 396.

في المجمع السابع في قرطاجة (258 م) في ص 571, يعيد فيكتور الآشوري صياغة أفسس 4: 5 كـ "مكتوب".

غريغوريوس ثاوماتورغوس (240- 265 م) يعيد صياغة أفسس 5: 5- 13 قائلاً "يقول الكتاب" في "الرسالة القانونية", ف 2, ص 18.

أرخيلاوس (262- 278 م) يقتبس نصف أفسس 3: 8 إذ أنها لبولس وذلك في "مناظرة مع المانيين", ف 34, ص 207.

أدمانتيوس جودايوس (300 م) يقتبس أفسس 2: 11- 13 التي للرسول إلى أهل أفسس: "حوار حول الإيمان الحقيقي بالله", الجزء الثاني ص 99.

فيكتورينوس أسقف بيتاو, أوستريا (استشهد عام 304 م). يضع قائمة برسائل بولس على أنها: رومية، كورنثوس، غلاطية، أفسس، تسالونيكي، فيلبي، كولوسي، تيموثاوس.

بطرس الإسكندري (306, 285- 311 م) يقتبس من أفسس 2: 8- 9 التي لبولس في الشذرة 2 حول الألوهية, 280.

ميثوديوس (260- 312 م) يقتبس أفسس 5: 28- 30 ويقول أنها لبولس: "مائدة العذارى العشر", الخطبة 3, ف 2, ص 317.

أثناسيوس (318 م), قبل نيقية. يقتبس أفسس 3: 18 على أنها من بولس. "تجسّد الكلمة", ف 16, ص 45.

لاكتانتيوس (315- 325/ 330 م) يقتبس نصف أفسس 4: 26 إذ "انضمّ الله إلينا لئلا تغرب الشمس على غضبنا". "المبادئ الإلهية", الكتاب 6, ف 18, ص 185.

بعد نيقية:

كتاب "التاريخ الكنسيّ لأوفسافيوس", (323- 326 م), الكتاب 3, ف 3, ص 134 (تلميح ضمنيّ). يقول: "رسائل بولس الأربع عشرة معروفة جيداً ولا جدال فيها". ثم يقول أن البعض يجادلون فيما إذا كان بولس قد كتب رسالة للعبرانيين أم لا. ويقول أيضاً في الكتاب 3, ف 25, ص 155 أن الرسائل التي كتبها بولس هي في الكتاب المقدس: المرجع (Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series), المجلَّد 1, ص 155.

أستيريوس السفسطائي: (بعد 341 م).

أفراهاط السوري (337- 345 م): (Select Demonstrations).

رد ماريوس على كانديدوس الآريوسي (359- 362 م).

فيكتوريوس الرومي (بعد 363 م).

باسيليوس أسقف أنقرة (364 م).

أثناسيوس (367 م) يضع قائمةً بأسفار العهد الجديد في "رسالة العيد 39"، ص 552.

هيلاريون الذي من بواتييه (مات عام 367).

مارسيلوس الذي من أنقرة (374 م).

تيطس الذي من بسطرا (قبل 378 م).

أفرام السرياني، كاتب التسابيح (350- 378 م).

باسيليوس الكبادوكي (357- 378 م).

أمبروسياستر (بعد 384 م).

بيرسيليان الهرطوقي (استُشِهد عام 385 م).

كيرلس الأورشليمي (349- 386 م). يقتبس أفسس 2: 10 على أنها للرسول في "المحاضرة 2: 1", ص 8.

أمبروسيوس أسقف ميلان (370- 390 م).

غريغوريوس النزينزي (330- 391 م).

غريغوريوس الذي من إلفيرا (بعد 392 م).

غريغوريوس النيصصي (356- 397 م) يلمّح إلى أفسس 3: 18 على أنها من "بولس ... أهل أفسس". وأيضاً, كتاب التعليم العظيم (The Great Catechism)، ف 32، ص 150.

يوحنا الذهبي الفم: حوالي 396 م. كتب 23 عظة على أفسس، لا تزال محفوظة لدينا حتى اليوم. قال الذهبي الفم أنّ كاتبها هو بولس.

ديديموس (الأعمى) (398 م).

المنشق لوسيفر الكاغياري, سردينيا (361- 399 م). يشير إلى أفسس 5: 9, 15.

أبيفانيوس أسقف سلاميس (360- 430 م).

روفينوس (374- 406 م).

سيفيريان (بعد 408 م).

بيلاجيوس الهرطوقي (بعد 418 م).

أورسيوس/ هوسيوس الذي من براغا (414- 418 م). يقتبس نصف أفسس 4: 7 باعتبارها للرسول. "دفاع ضد البيلاجيين", ف 17, 137.

جيروم (373 – 420 م).

مجمع قرطاجة (218 أسقف) (393- 419 م).

كروماتيوس (407 م).

الهرطوقي البيلاجي ثيودور المبسوسي (428 م).

نيلوس (430 م).

مركوس الذي من إيريميتا (بعد 430 م).

جوسيباس (القرن الرابع).

أموناس (القرن الرابع).

مكاريوس/ سيميون (القرن الرابع أو الخامس).

مكسيمس (القرن الرابع أو الخامس).

أغسطين أسقف هيبو (388- 8/28/430 م). يقول في كتابه "حول مغفرة الخطيئة, والمعمودية" , الكتاب 1, ف 43, ص 31, أن بولس هو كاتب أسفار رومية, 1 و2 كورنثوس, غلاطية, أفسس, كولوسي, 1 و2 تيموثاوس, تيطس, والرسالة إلى العبرانيين (التي يشك بها البعض), ويقتبس من رؤيا يوحنا 5: 9, وأعمال الرسل.

يوحنا كاسيانوس (419- 430 م). يقتبس من أفسس 4: 28 على أنها رسالة أهل أفسس في "مبادئ يوحنا كاسيانوس", الكتاب 10: 17, ص 272.

هيسيكيوس الأورشليمي (بعد 450 م).

غودفلتيديوس (453 م).

ثيودوريت الذي من سيرهوس (466 م).

فاريمادم (445/480 م).

سبيكيولم (القرن الخامس).

ثيودوتس الذي من أنقرا (466 م).

بعض هذه المراجع هي من (Aland et al), الطبعة الرابعة المنقحة, و(Adamantius :  Dialogue on the True Faith in God) وكتاب (The Books of Steps : The Syriac Liber Graduum).

 

س: في أفسس, كيف نعرف أن رسالة أفسس التي نعرفها اليوم هي النص الأصلي وقد حُفِظَ بشكلٍ موثوق؟ 

ج: على الأقل 74 مخطوطة و الكتّاب المسيحيين الأوائل اقتبسوا من آيات أفسس أو أشاروا إليها. هناك على الأقل ثلاثة أسباب وجيهة:

1- أن الله وعد بأن يحفظ كلمته في أشعياء 55: 10- 11؛ أشعياء 59: 21؛ أشعياء 40: 6- 8؛ 1 بطرس 1: 24- 25؛ متى 24: 35.

2- الدليل من الكنيسة الأولى: انظر السؤال السابق حول الكتّاب الذين أشاروا إلى آيات من أفسس.

3- المخطوطات الباكرة: نلاحظ أن المخطوطات المختلفة لأفسس ليس فيها فروقات كبيرة ولكنها خالية من الأخطاء اللاهوتية الكبيرة.

ص 46: بردية شيستر بيتي الثانية: (100- 150 م) فيها 150 آية من أفسس. وتحديداً هي: أفسس 1: 1-2: 7؛ 2: 10- 5: 6؛ 5: 8- 6: 6؛ 6: 8- 18, 20- 24 ومقاطع أخرى من رسائل بولس والرسالة إلى العبرانيين. وإن الجودة والعلامات تُظهر أن ناسخاً محترفاً قد كتبها.

ص 49+ ص64 (أواسط القرن الثالث): أفسس 4: 16- 29؛ 4: 31- 5: 1. وتقول أيضاً أن ص 49+ ص 65 قد كتبها نفس الناسخ.

نهاية القرن الثالث- 1968- (The Text of the New Testament).

ص 92: أفسس 1: 11- 13, 19- 21؛ 2 تسالونيكي 1: 4- 5, 11- 12 (300 م). تقول أيضاً أن هذه يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع لأن خط الكتابة اليدوية مُشابه جداً لـ (P. Bodmer IX, P. Cairo Isid. 2, and P. Rylands III 389).

المخطوطة الفاتيكانية: 325- 350 م.

المخطوطة السينائية: 340- 350 م.

في واشنطن العاصمة, القرن الخامس: أفسس 3: 20, 4؛ 9, 29؛ 5: 22؛ 6: 12؛ 6: 19- 20, وآيات أخرى.

المخطوطة القبطية البحيرية: القرن الثالث/القرن الرابع.

المخطوطة القبطية الصعيدية: القرن الثالث/القرن الرابع.

المخطوطة القبطية الفيومية.

المخطوطة الإسكندرية (450 م).

كلارومونتانوس.

الأرمينية: من القرن الخامس.

الجورجية: من القرن الخامس.

الأثيوبية: من 500 م.

الفولغاتا الباكرة.

البسيطة السريانية (400- 450 م).

ص 13: لندن/ فلورنسا (القرن3/ 4).

المخطوطة السريانية الفيلوكسانية (507/ 508 م).